بسام عبد الرزاق
تصوير محمود رؤوف
مثلما ترتفع الانهار وتنخفض بمواسم المطر والجفاف، تتغير امزجة القراء في كل موسم تعاود فيه معارض الكتب لاحياء فعالياتها، ومن مشهد تصدر الرواية وبقية الاجناس الادبية في مواسم سابقة الى دخول الفلسفة والترجمات على الخط، تأتي اليوم كتب السيرة الذاتية والدراسات السياسية والتاريخ لتضع نفسها في المشهد بقوة.
بلال محسن من دار سطور – العراق، قال لـ(المدى) ان “قضية الكتب وطباعتها وموسمها ترتبط بمعارض الكتب، ويبدأ موسم الكتب معنا في شهر ايلول من كل عام، في الفترات السابقة كانت الرواية هي التي تتصدر وتتفوق على جميع الاجناس الادبية منها الشعر والقصة، واليوم ما اراه من خلال دار سطور للنشر والمقياس ايضا من خلال معارض الكتب والتي توجه دور النشر”.
واضاف انه “اليوم كتب المذكرات والسيرة الذاتية هي اكثر الكتب مبيعا لدى دور النشر، وهذا الامر لا يحدده الناشر انما القارئ لان مهما تكون توجهاتنا وتبنياتنا الفكرية ننصاع الى احتياجات السوق والقارئ لان ليس من الممكن ان تكون ناشرا من دون عقل تجاري يطلع على مزاج القارئ”.
وذكر انه “حاليا ما اراه من خلال دارنا ان هناك امر غريب، ففي كل موسم هناك محددات ومزاجيات تأخذ القارئ الى مكان معين، للفلسفة احيانا ومرات للأدب وكذلك التاريخ والسيرة”.
أكرم الطنبور من دار امجد للنشر والتوزيع – الاردن، ذكر ان “الكتب العلمية والسياسية والادارية هي التي تتصدر مشهد المبيعات في دارنا هذا الموسم في معرض بغداد وكذلك الكتب التربوية والكتب الادبية والاسلامية في تراجع خلال هذا الموسم”.
وبين انه “حتى في الكتب السياسية هناك اقبال على توجهات معينة، فالكتب التي تتحدث عن امريكا والصين والعراق وايران تلاقي اهتماما اكبر من قبل القارئ باعتبارها مراجع لطلبة دراسات الماجستير والدكتوراه، ودخلت حاليا للمشهد الكتب التي تتحدث عن روسيا واوكرانيا”.
سامح سليمان من مكتبة الفنون والآداب – مصر، قال انه “في هذا الموسم ايضا ما زالت الروايات تحتل مراتب متقدمة في الاقبال عليها من قبل القارئ وبدأ الشباب ايضا بالعودة الى الكتب التاريخية القديمة، ولكوني متخصصا بالتاريخ ارى هذا الاقبال من قبل الشباب”.
وتابع ان “الروايات المحلية لها قراءها لا سيما ان كانت متعلقة بالرعب والرومانسية والبوليسية، هذه الاتجاهات الثلاثة لديها قرائها ومتابعيها ولكن الروايات العالمية المترجمة تبقى صاحبة الأولوية في المبيعات والاهتمام”.