0%

في ندوة بعنوان المرأة في فكر هادي العلوي.. د. نادية هناوي: العلوي يرى أن المرأة كائن مظلوم وسلبت منها حريات معينة

بسام عبد الرزاق
تصوير محمود رؤوف

ضيفت القاعة الكبرى للندوات، في معرض بغداد الدولي ندوة حول “المرأة في فكر هادي العلوي» تحدثت فيها الكاتبة والناقدة د. نادية هناوي، فيما ادارت الحوار د. نهلة النداوي.

وقالت هناوي في بداية حديثها انه “لا نستطيع ان نختصر هادي العلوي بتوصيف معين لأنه جمع بين المؤرخ والمفكر والناقد والاديب، وفي مجموع هذه الميادين التي برع فيها براعة مشهود لها، الحقيقة نستطيع ان نقول عنه انه ايقونة وامثولة فلسفية، وهو لا يقل شأنا عن الكثير من المفكرين والفلاسفة العالميين والعرب”، مبينة انه “لكننا حين نتحدث عن اسمه يبدو وكأنه غير معروف وهذا شيء طبيعي لان الرجل عاش اكثر حياته خارج العراق وكتاباته وتوجهاته البحثية تمتاز بالاعتدال والموضوعية ولم يكن متطرفا او منحازا، ولعل هذه السمة في العلوي جعلته اشبه بالطير الذي يغرد، لا خارج السرب فحسب، وانما خارج كل الاسراب الاخرى، واصبح لوحده عالما مختلفا”.

واضافت هناوي ان “الثقافة العربية لم تجد في هادي العلوي ما ينفع توجهاتها السياسية والفكرية ولهذا اسدلت عليه الستار ولم تهتم بطروحات كثيرة له بينما نجد مفكرين عرب اقل منه في طبيعة الافكار التي كان يطرحها لكن الاعلام سُلط عليهم واخذوا حقهم وربما تمت مضاعفة هذا الاهتمام، اذكر مثلا نصر حامد ابو زيد وفاطمة المرنيسي، مثل هؤلاء الباحثين اخذوا مجالات كبيرة في الاعلام العربي والتوجه الترويجي لانهم ذهبوا الى مسائل تخدم التوجهات الرسمية وتخدم المنظومة الرسمية العربية التي تبحث عن الاشياء التي لها علاقة بصنع الازمات والترويج لأفكار معينة، ومن هذا الباب اعتقد ان هادي العلوي لم يأخذ حقه مع ان له افكارا في مجال الفكر الاسلامي والمرأة والتراث والعقيدة، وهو فيها مبتدع وقدم اشياء جديدة تحتاج من المفكرين ان ينتبهوا له ويعيدون تقييم طروحاته”.

وذكرت ان “العلوي لم يكن من المروجين للنسوية وعلى الرغم من انه تحدث عن المرأة اشار الى قضايا تمس واقع المرأة لكنه لم يكن من المروجين للنسوية، السبب هو التخصص المهم والاساس الذي انفرد به وهو دراسة الفكر الاسلامي والتراث الاسلامي وهذه المسألة وجهته الى ان يقف عند واقع المرأة العربية ويتحدث عن التطور في وضع المرأة العربية على مدى هذه العصور، من العصر الجاهلي وصولا الى عصرنا هذا، وقام بتقييم الكثير من التجارب النسوية وتحدث عن تاريخ نسوي معين وهذه الاهتمامات كانت بعيدة عن النسوية، النسوية التي نحن نفهمها اليوم”.

وتابعت انه “في ثمانينيات القرن الماضي والتي تعد هي قمة الانتاج الفلسفي والفكري لهادي العلوي، في هذه الفترة لم تكن النسوية لدينا نحن العرب قد اخذت ابعادها او عرفت على مستوى النقد والدراسات الفكرية، لكن هادي العلوي توجه الى هذه القضية، ويرى انها كائن مظلوم وانتهكت حقوقه وسلبت منها حريات معينة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top