زين يوسف
تصوير: محمود رؤوف
لتسليط الضوء على تجربة المفكر هادي العلوي بكل تفاصيلها أقيمت ندوة ضمن منهاج معرض العراق الدولي للكتاب للحديث عن منفى هادي العلوي وكانت الندوة بعنوان “المنفى من منظور هادي العلوي”، شارك فيها الشاعر رياض النعماني والناقد ياسين النصير وأدار الندوة الكاتب حسين رشيد.
وعن مرحلة اشتغالات هادي العلوي وصولا الى مرحلة تبلور افكاره تحدث النصير قائلا “انا شخصيا اعرف هادي العلوي يوم كان هنا في بغداد وكان في مجلة “التراث الشعبي” مبعدا من مكانه الاصلي في وزارة الثقافة وزادت معرفتي به يوم كنا في دمشق وما يهمني شخصيا انني تتبعت مواقفه بعد عام 1967 وهذا العام هو الحد الفاصل بين التفكير السلفي الديني القومي الذي كان سائدا في المنطقة وبين ما بعد النكسة وفي تلك الفترة ظهرت مجموعة من المفكرين العرب ومن ضمنهم المفكر هادي العلوي لتأسيس حركة تنوير جديدة».
وأضاف ان “هادي العلوي كان في قلب هذا المشروع لانه كان مؤسسا في كتبه خصوصا عن العنف وعن التنوير لأنه كان متنورا عقليا وثقافيا ومتجردا من اية منفعة مادية او سياسية وقد اطلق عليه بأنه مؤسس المشاعية الجديدة، ولكن للاسف قد اجهض هذا المشروع وبمباركة عربية».
وأكد انه “ليس هنالك مثقف عراقي لم يطلع على ما كتب هادي العلوي ان كان في الكتب التي تخص البحث الديني او التي تخص البحوث الاجتماعية، والعلوي كان مشروعا كاملا وليس فردا، وانما مؤسسة فكرية باحثة في التراث ومدونة للبنى التقدمية القديمة، واعتقد ان العلوي بشكل او بآخر كان يواصل رسالة الدكتور حسين مروة وكان لديه وعي بأن يبحث في الافكار التي لم يتطرق لها الدكتور حسين مروة، ودراسته في الصين ساعدته على الانفتاح اكثر».
من جانبه تحدث النعماني عن صداقته بالعلوي وعن مرحلة التصوف التي كان يعيشها العلوي وقال “ذات يوم كنت في الدانمارك ارسل لي هادي العلوي رسالة واجبته عليها وكانت الرسائل عبارة عن حوار بيني وبينه وقلت له ان خلاصة ما يبقى من الفكر الاسلامي هي الصوفية لان الصوفية جهد معرفي هائل لا يتوقف وبه فتوحات دائمة فأجابني العلوي ان من غرائب الامور انني الان افكر بكتابة كتاب عن الصوفية واعتقد ان هذا الكتاب عندما طبع لاحقا كان من اهم الكتب التي تتحدث عن الفكر الصوفي».
وذكر ان “العلوي كانت لديه تهيئة بأن يكون في حالة عناق دائم مع الفكر الصوفي ومن خلال علاقتي بالعلوي لا اعتقد انني رأيت انسان لديه قوة تحمل وصبر على المشقة وعلى العيش الصعب كما كان العلوي، وفي مرة كنت عائدا من السفر ومعي قميص هدية له فأخذ القميص ودخل الغرفة وخرج ومعه قميص اخر وقال لي هل من المروءة يا رياض اني يكون لدي قميصان، بالتالي يمكنني القول ان الافق الصوفي قرب العلوي من شخصية المسيح».