زين يوسف
تصوير: محمود رؤوف
تستمر قاعة الندوات في معرض العراق الدولي للكتاب باستضافة جلسات الابيض والاسود وهذه المرة كان الدور على الطباعة حيث عقدت ندوة بعنوان «الطباعة ايام الاسود والابيض»، تحدث فيها الاديب الدكتور جمال العتابي والباحث في تاريخ المطبوعات زين احمد النقشبندي وأدار الندوة الاستاذ رفعت عبد الرزاق.
تطرق مدير الجلسة لموضوع الطباعة وقال “باستثناء الخليج العربي فان العراق هو البلد الاخير الذي ظهرت فيه الطباعة بعد الشام وفلسطين ومصر ولبنان وهذه الدول ظهرت فيها الطباعة في أواخر القرن الثامن عشر أما في العراق فما يزال موضوع ظهورها موضع بحوث الباحثين وموضع خلافهم ايضا».
وعن بداية الطباعة في العراق تحدث النقشبندي قائلا “اعتقد ومن خلال بحثي ان الطباعة في العراق ظهرت في زمن داود باشا، وفي السنوات الاخيرة الدكتور العلامة عماد عبد السلام رؤوف حقق كتابا مهما وطبع من قبل المجمع العلمي العراقي وهذا الكتاب اسمه “شعراء بغداد”، وهناك نص في الكتاب يقول عندما اراد داود باشا طباعة كتاب “دوحة الوزراء” المطبوع عام 1786 باللغة التركية وكتب على ظهر الكتاب اسم المطبعة».
وأضاف “لقد عثرت على كتاب وقد طبع عام 1840 وهذا الكتاب يحتوي على الكثير من الالفاظ البغدادية بالاضافة الى ان في داخل الكتاب هناك حكاية كتب عليها انها وقعت ايام سليمان باشا اغات داود باشا الموجود حاليا بالتالي هذا يؤكد ان هنالك مطابع في تلك الفترة».
من جانبه تحدث العتابي قائلا ان “الطباعة في العالم بدأت في وادي الرافدين منذ خمسة الاف سنة او اكثر اهتدى الانسان العراقي في هذه الارض الى صناعة الاختام الصناعية الاسطوانية وهذه الاختام تمثل بداية لفن الكرافيك في العالم واستطاع الانسان من خلال هذه الاختام ان يعبر عن الافكار الانسانية ويسجل الكثير من الاحداث من خلال هذه الاختام”، بالتالي نستطيع القول ان بداية الطباعة في العالم كانت في ارض الرافدين».
وأكد ان “الطباعة كانت سببا في نقل الافكار والاراء والكثير من الاحداث التي جرت في العالم، اي انها اصبحت وسيلة للتواصل منذ ذلك التاريخ، اما الطباعة في العالم العربي نستطيع القول ان بلدان الشام لبنان وسوريا بدأت فيها الطباعة قبل كل البلدان العربية الاخرى ومن ثم انتقلت الى مصر عن طريق حملة نابليون على مصر عام 1789 اذ نقل معه ماكنة طباعة ومنها انتشرت في عهد محمد علي باشا اذ أسس في وقتها مطبعة بولاق.
وبين ان “السنوات الاخيرة شهدت تطورا كبيرا وملحوظا في وسائل الطباعة وبالتالي انتقلت الطباعة من مراحلها الميكانيكية الى الشكل الجديد وهو الشكل الالكتروني واعتقد ان الطباعة في العراق الان تقف بموازاة الكثير من البلدان العربية ولا ابالغ اذا قلت انها تكاد تتفوق عليها».