0%

عن الواقع العربي المأزوم .. د. حسن مدن في لقاء مع الجمهور

زين يوسف
تصوير: محمود رؤوف

في اليوم الثاني من فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب احتضنت قاعة الندوات جلسة حوارية مع الجمهور تحت عنوان «الواقع العربي المأزوم.. الثقافة وتمثيلاتها»، تحدث فيها الباحث البحريني اليساري الدكتور حسن مدن وأدارها الكاتب والباحث سعد سلوم.

بعد استعراض لسيرة الباحث الدكتور حسن مدن من قبل مدير الجلسة، استهل الضيف الحديث عن أزمة الثقافة وكيف انها ازمة ليست راهنة قائلا «في البدء اقدم شكري الى مؤسسة المدى والى العراق الحبيب، في الحقيقة في تاريخ تجربتنا الادبية والثقافية والسياسية تعلمنا من العراق كثيرا، ويمكن ان اشير الى انه ليس فقط ادباء البحرين ومثقفوها تأثروا بالابداع العراقي خصوصا في الشعر والفكر، وانما في شتى المجالات.

عن واقع الثقافة المأزوم قال «العلاقة المتشابهة بين الحضارة والهوية، وما يهمني الان هي الازمة، نتحدث عن واقع عربي مأزوم، نحن شهود ولا يختلف اثنان على ان العالم العربي الان يمر بأزمات مختلفة رغم انها تتشابه بين بلد واخر، ومن ضمن هذه التشابهات هي الحروب الاهلية، وعلى سبيل المثال دول مفصلية في الوطن العربي مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا كل هذه البلدان وسواها تمر بحالة من عدم الاستقرار بسبب حروب اهلية وتدخلات خارجية في شؤون هذه الدول وايضا ما يترتب من تعقيدات كثيرة بكافة المجالات، لذلك انا اعتقد عندما نتحدث عن موضوع الازمة يجب ان نردها الى أصولها».

وبين ان «ما نشهده الان هو بالفعل انفجار للهويات الفرعية التي تفصح عن نفسها بشكل غير صحي ويجلب الاضرار على مجتمعاتنا، لكن الانتماء الفرعي وكيف يطغى على الهوية الجامعة هو ما ادى الى التفكك وضعف النسيج الوطني وبطبيعة الحال هذا يفتح المجال للتدخلات الخارجية».

وتساءل: «هل نشأ هذا الامر الان ام جذوره تعود الى تشكل الدولة الوطنية؟» مجيباً: نحن نعلم ان العالم العربي كان تحت سيطرة الدولة العثمانية ثم اتى المستعمرون الاوروبيون بعد الحرب العالمية الثانية وانشأوا هذه الدول القائمة الان والكثير من الكتاب العرب ذهبوا الى ان ما شهدناه ليس حداثة وهذا يضعنا بين مفهومين مفهوم الحداثة ومفهوم التحديث وهناك فرق كبير بين المفهومين، وبالتالي التحديث لا يعني الحداثة ونحن الان امام الحداثة المظهرية والخارجية وعلى سبيل المثال يبدو الوضع في الخليج افضل من ناحية البنى التحتية والخدمات لكن بالتأكيد عدد السكان ييسر على الدولة ان تقدم هذه الخدمات لمواطنيها.

وعن الطريق للخروج من هذه الازمة بين قائلا «لا اعتقد ان أحداً لديه اجابة جاهزة لان الموضوع يحتاج مزيدا من النقاش والتفكير والبحث، اعتقد ان هناك حاجة لاعادة الاعتبار لقيم جرى التخلي عنها، قيم التنوير والتحديث، وعلى الاجيال الجديدة ان لا تنشأ على ما نشأنا عليه».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top