0%

بـ(الأسود والابيض) نحلق بأجنحة معارض الكتب..المدى وريادة الإ  بداع.. ( 17) معرضاً من أربيل إلى البصرة مروراً ببغداد

بصحبة الكتب وبمحبتها بدأت تلك الحكاية، وعلى مدى عقد ونصف العقد، كانت المدى هي بوابة العراق الجديدة لمعارض الكتب الانيقة، وما ترافقها من فعاليات نوعية نافست وتنافس كبرى المهرجانات الدولية المعروفة، وصارت اسما بارزا ينتظره جمهورها الكبير.

العودة بالأسود والأبيض

ومع جمال الالوان المختلفة والافكار المتنوعة وما يقدمه الكتاب من رقي، تفتح المدى بوابات الذكريات بشعار هذا الموسم «ايام الأسود والأبيض» لنعيد معها وقائع ومحطات عشناها مع معارض الكتب التي انعقدت في الاعوام الماضية، والتي جعلت من نهارات العراق مائدة للنقاش والحوار واللقاءات الفكرية والتنويرية، ومن المساءات فضاء حميميا للفنون والشعر والموسيقى والملتقيات العائلية الفاتنة.

ويقدم معرض العراق الدولي للكتاب في موسمه الثالث، والذي يلتئم ايام 7-17 كانون الثاني 2022 على ارض معرض بغداد الدولي، احداثا مليئة بالإثارة من خلال العودة الى «ايام الاسود والابيض» من خلال تجسيدها في فعاليات متنوعة، تحاكي الماضي برؤية جمالية حديثة ومبتكرة.

دورات بأسماء كبيرة

ومع اختيار بغداد في العام 2020 محطة رئيسة لانعقاد معرض العراق الدولي للكتاب، من قبل مؤسسة المدى للثقافة والفنون والاعلام، بعد ان احتضنته اربيل على مدى 14 موسما، وقع الاختيار على الشاعر الراحل الكبير مظفر النواب اسما لدورته الاولى، بعدها في عام 2021 جاءت الدورة الثانية ليكون صاحب النخلة والجيران الروائي العراقي الكبير غائب طعمة فرمان اسما لهذه الدورة، ثم انطلقت الرحلة مرة اخرى، وهذه المرة الى البصرة حيث اقيمت الدورة الاولى والمائزة في مملكة السواد لتحمل اسم شاعرها الكبير وبوابة الحداثة الشعرية بدر شاكر السياب، وها هي تحط رحالها للدورة الثالثة في بغداد وتختار المفكر الكبير هادي العلوي اسما لها، لتضع مؤسسة المدى هدفا كبيرا للاحتفاء برموز العراق الذين ساهموا برفع اسمه عالميا.

الكاتب وكتابه

تنفيذ هذه الفكرة الاثيرة هو محط اهتمام القارئ، حيث حرصت مؤسسة المدى على ان يكون الكاتب حاضرا بجسده مع كتابه، وان يوقع لجمهوره آخر نتاجاته، ويلتقيهم من خلال الندوات العامة، فضلا عن اجواء المعرض المميزة التي توفر فرصة اللقاءات الفردية المباشرة، والنقاش والحوار، وفي احيان كثيرة، تقفز شخصيات البطولة من القصائد والروايات والقصص ومن كتب السيرة وغيرها، وتصبح ارض المعرض مسرحا لاعادة تشكيل هذه الحكايات، بقسوة ومشاكسة ومرح احيانا.

ومن بين تلك الاسماء المهمة حضر الشاعر الكبير ادونيس والكاتب المعروف يوسف زيدان والاعلامي ابراهيم عيسى وعشرات الكتاب والفنانين والمثقفين والشخصيات البارزة من العراق والوطن العربي والعالم.

سياحة وكتب

استمرت اربيل عاصمة اقليم كردستان على مدى 14 دورة تحتضن فعاليات معرض الكتاب الذي تقيمه مؤسسة المدى، وتحول هذا الحدث بسبب تراكم خبرة المنظمين، الى مهرجان للسياحة والكتب، ففضلا عن انعقاد المعرض المتخصص بالكتاب ودور النشر والناشرين والمكتبات، صارت قافلات السائحين تنطلق من مختلف مدن البلاد لزيارة المعرض والتمتع بالاجواء السياحية التي يوفرها الاقليم، وبأسعار مناسبة مكنت المثقفين والعائلات من حضور دورات المعرض واللقاء بضيوفه البارزين فضلا عن البرامج السياحية الاخرى.

فرصة للشكر

خلف هذه الاحداث الكثيرة والكبيرة التي تنعقد كل مرة على مدى عشرة ايام في دورات المعارض، هناك ايام أخرى تحترق قبل المعرض وبعده، يكون وقودها مجموعة انيقة من العاملين والمتطوعين ينشغلون ليل نهار لتتوفر مساحة الجمال التي نعيشها، وهم في كل مرة، يحققون هذه الصورة البهية ويضيفون اليها واليهم خبرة واناقة، لتكون ايامنا حلوة بصحبة الكتب.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top