زين يوسف
تصوير: محمود رؤوف
على قاعة الندوات وبحضور جماهيري مميز اقيمت ندوة أدبية تحت عنوان «الروائي العربي بين التمرد والخضوع.. نقاش في الإذعان والتمرد»، شارك فيها الروائي العراقي علي بدر والروائية الكويتية بثينة العيسى وأدار الندوة الناقد أحمد الظفيري.
وفي سؤال من مدير الجلسة عن شخصية «مناير» بطلة الرواية الاخيرة للروائية بثينة العيسى وهل كان تمردا ما فعلته قالت «اعتقد ان ما حدث لمناير لم يكن من قبيل التمرد فالطفل عندما يتعرض لصدمة ثم يعيش في بيئة معينة وفي ظرف يتسم بالقسوة تصبح الالية الدفاعية الخاصة به هي ان يرغب بأن يكون لامرئيا ولكن في شكل اخر من اشكال لامرئية مناير وعجز الكبار عن رؤية ما تمر به هذه الطفلة».
وعما اذا كانت يجب ان تكون شخصية الكاتب متمردة قبل ان تتمرد الشخصيات في كتاباته تحدث الروائي علي بدر قائلا «بتقديري فكرة الرواية في نشأتها كانت فكرة تمرد على كل العقائد النصية سواء كانت سلطة او دين او مجتمع أو مثيولوجيا، فكرة الرواية هي محاولة لاستبدال مفهوم البطل الديني بمكان اخر وهو البطل الارضي وهذه كانت نقطة الانفصال الكبرى في تاريخ الانسانية».
مضيفا «ظهرت مجموعة من الكتاب وكان «رابليه» شخصا متمردا تماما وليست لديه فكرة عن الخضوع للسلطات القائمة في القرون الوسطى وأراد ان بيبدع عن طريق نص جديد وهذا النص اسماه «بيكارسك»، وهي واحدة من النصوص المعادية لفكرة القيم الثابتة الموجودة داخل المجتمع واعطاها صفة جديدة وهي «كارنفالك» وتقوم على فكرة الفوضى والضحك مقابل فكرة رصانة السلطة والسخرية كانت موجهة الى اعمدة معينة من المجتمع».
عن الكيفية التي واجه بها القراء رواية «حارس سطح العالم»، وهل حصل بعض الانفراج في تقبل التمرد قالت بثينة العيسى «بالضرورة هناك ادب روائي متمرد لكن هذا لا يعني ان شخصية الكاتب متمردة، هو ابن المنظومة لكن في أدبه ثائر على كل ذلك».
عن امكانية ان تتكرر شخصية عبد الرحمن فيلسوف الصدرية بطل رواية «بابا سارتر»، وان تحدث تغييرا في المجتمع تحدث علي بدر قائلا «انا لدي ايمان كبير بقدرة الادب على التأثير الاجتماعي وانا مؤمن بهذا منذ أيام بعيدة من حياتي، وانا عمليا لا اعتقد ان مشكلة العالم العربي هي مشكلة سياسية بل انها مشكلة ثقافية واجتماعية، وهنالك قدرة للادب على التغيير، وتعتبر الرواية فنا هائلا وجامعا لكل شيء، وهو فن بديل للعلوم الاجتماعية».
مبينا ان «فكرة كتابة «بابا سارتر» الهدف الاساسي منها هو كيفية النظر الى الثقافة من خلال النقل وليس العقل، ولكل ظاهرة ثقافية هنالك وجه اجتماعي وبالتأكيد ما حفز ذلك هو الثقافة الفرنسية وهي ثقافة تصنع النجوم وهي الثقافة الوحيدة التي جعلت من ميشيل فوكو وجاك دريدا عبارة عن نجوم مثل نجوم السينما».