خاص / المدى
يحظى الناقد والكاتب د. سلمان كاصد بحضور ثقافي ونقابي متميز فقد سبق وان اصدر العديد من الكتب في مجال النقد، كما شغل منصب رئيس اتحاد الادباء والكتاب في البصرة ورئيس الاتحادات والنقابات كما سبق وان عمل في الصحافة الثقافية وكادر تحرير الملحق الثقافي لجريدة الاتحاد الاماراتية.
كاصد كان من ضيوف معرض العراق الدولي للكتاب دورة هادي العلوي وكانت فرصة ان يتحدث لـ(المدى) عن هذا الحدث.
وقال كاصد انه «عندما نقلب تاريخ الثقافة والكتاب في العراق نجد أن ما يحصل الآن يشير إلى آفاق جديدة تحصل باطراد تشجيعا لثقافة حرة عبر ما تقوم به مؤسسة المدى من اجتراحات لأفكار ومشاريع ثقافية مهمة وناجحة، ويأتي كل ذلك بسبب وجود وتوجيهات مؤسسها الأستاذ فخري كريم الذي يبذل جهده لترسيخ قيم أخلاقية وإنسانية عالية في جسد الإعلام والثقافة العراقية. اذ أجد حقا أن معرض العراق الدولي للكتاب فضاء معرفي يحفر في خلق الوعي الإنساني، ومن هذا المنطلق أجد أن ترسيخ العناية بالكتاب والمثقف وبالمنظور الإنساني هو جزء مهم تسعى له مؤسسة المدى».
وتحدث عن مشاركته في احدى الندوات قائلا، انه “كان من ضمن البرنامج الثقافي في معرض العراق الدولي للكتاب الذي تقيمه مؤسسة المدى أن تقام ندوة في اليوم الثاني للمعرض حول (جيل الستينيات في العراق.. ماذا تبقى من الروح الحية والموجة الصاخبة) يشترك فيها الناقد الدكتور شجاع العاني والناقد الدكتور مالك المطلبي وأنا، وهي محاولة جادة لقراءة ثقافة الحقبة الستينية وهي المفصل الثقافي الإشكالي في فضاء تاريخ الثقافة المحلية”.
وتابع كاصد ان “معارض الكتاب ساحة معرفية وعلمية بمفهومها الدقيق وثقافية بمفهومها الشامل، واعتقد أن أي معرض للكتاب يثير الكثير من التفاعل الحي بين منتجي الثقافة ومتلقيها، ولقد حرصت دائما على التواجد في كثير من المعارض العربية من أبوظبي والشارقة والقاهرة ودمشق وبغداد والبصرة وأخيرا معرض العراق الدولي الذي تجري فعالياته الآن في بغداد على قاعات أرض المعارض في احتفالية كبرى».
وأكمل، “وانا اقول هنا: إن كل معرض له خصوصيته ورائحته وطريقة تنظيمه بفعل الانفتاح على الثقافات أو غلق المسارب بما يجعل بعض المعارض ذات وجه محدد واحد بفعل تواجد الرقيب ومدى صرامته ام عدمها، ولهذا نجد أن معرض العراق من ذلك النوع الذي ينفتح على كل الثقافات لأن مديريه مثقفون وانسانيون بامتياز».
ويرى كاصد ان “الصراع بين الكتاب الورقي والالكتروني هو نتيجة حتمية وليست غريبة في عالمنا الراهن، عالمنا التقني الذي هو نفسه من خلق هذا الصراع كونه حفل بإنجازات علمية ساعدت على تقريب المعرفة بين البشر، ولهذ أقول إن الكتاب سيبقى رمزا معرفيا له نكهته الخاصة حتى لو ضعف التداول به أمام وسائل السوشيال ميديا الأخرى».
واضاف كاصد “أعتقد أن المعرفة هي التي تفرض على الكاتب أن يتفاعل مع الثقافة المحيطة به، وكما ترى أن الفضاء الكتابي يطرح يوميا نتاجه الأدبي بغض النظر عن جودته أو عدمها وهذا ما يحرك المبدع الكاتب في حقل النقد الأدبي أن يتابع ما يجري، ومن هذا المنطلق أجدني مهووسا بتتبع نتاجات الآخر ورصد مدى فاعليته وأهميته في الحقل الذي يشتغل فيه».
وأكمل انه “حسنا أقول إنني هذه الأيام أجدني منهمكا في تتبع نتاجات أنا أحبها وتأكد أنني لا أكتب عن عمل لا أجد فيه جمالية»، لافتا الى ان «الكتابة ليست إسقاطا لفرض. إنها فرض وجود فعل إنساني على الآخر المتلقي الذي سيتلذذ ويبتهج بما هو جميل في الكتابة التي هي أمامه، إذ الكتاب لحظة تعرف البشرية على قيمها، وما دمت أشتغل بهذا الاتجاه فلابد من أن أجمع ما اكتبه في كتاب واحد يعبر عن رؤيتي وتأويلاتي لما اقرأ».