نبأ مشرق
وسط الأجواء الثقافية المفعمة بالحيوية داخل معرض العراق الدولي للكتاب الذي تقيمه مؤسسة المدى في نسخته الخامسة تحت عنوان “من قلبي حروف لبيروت”، يبرز الكتاب كأحد أرقى خيارات الهدايا. فهو ليس مجرد سلعة مادية، بل رسالة عميقة تعكس اهتماماً خاصاً، وتُظهر رغبة في مشاركة المعرفة والإلهام.
علي عدنان، أحد زوار المعرض، يرى أن الكتاب أكثر من مجرد هدية، قائلاً: “الكتاب يحمل قيمة استثنائية. عندما أهدي كتاباً، فأنا أهدي تجربة، فكرة، أو حتى وسيلة لتغيير منظور شخص ما عن العالم. في هذا المعرض، أجد تنوعاً كبيراً يلهمني لاختيار الكتب المناسبة لأحبائي.”
من جانبها، نور محمد، طالبة جامعية جاءت برفقة صديقاتها، تشيد بفكرة إهداء الكتب: “اختيار كتاب كهدية يترك أثراً عميقاً. أنا دائماً أبحث عن عناوين تعكس اهتمامات أصدقائي، ووجودي في هذا المعرض يجعل هذه المهمة أكثر متعة، لأنني أستطيع استكشاف الإصدارات الجديدة.”
محمد جاسم، أحد بائعي الكتب في جناحٍ يعج بالزوار، يوضح أن فكرة إهداء الكتب أصبحت أكثر شيوعاً في السنوات الأخيرة:
“نلاحظ زيادة الإقبال على شراء الكتب كهدايا، خاصة خلال أيام المعرض. يسألنا الزوار عن العناوين التي تحمل معاني عميقة أو التي تناسب اهتمامات معينة. بعضهم يطلب تغليف الكتب بطريقة خاصة لتكون جاهزة كهدية.”
“معرض العراق الدولي للكتاب يساعد كثيراً في تعزيز هذه الثقافة. الناس يأتون من مختلف المدن وهم يحملون قوائم بأسماء الأشخاص الذين يريدون إهداءهم كتباً. إنه أمر جميل يعكس وعي الجمهور بأهمية القراءة.”
المعرض الذي يحمل عنوان “من قلبي حروف لبيروت”، لم يكن فقط مناسبة للاطلاع على العناوين الجديدة، بل أيضاً فرصة لتعزيز الروابط الثقافية. أحمد الزبيدي، كاتب شاب مشارك في المعرض، يؤكد أن الكتاب كهدية يفتح أبواب الحوار الثقافي: “عندما تهدي كتاباً، فأنت تقول للشخص إنك تهتم بمعرفته وتطوره. الكتاب يجمع بين جمال الفكرة وقيمة الكلمة، وهذه الرسالة تصل إلى كل مكان، تماماً كما يجمع هذا المعرض بين بغداد وبيروت في عنوانه.”
إهداء الكتب لم يقتصر على الأصدقاء فقط، بل امتد ليشمل أفراد العائلة وحتى الأطفال. علي التميمي، زائر من محافظة واسط، عبّر عن رأيه قائلاً: “الكتاب يربط بين الأجيال. أهديت كتباً لأطفالي هذا العام لأشجعهم على القراءة. وجود معرض بحجم معرض العراق الدولي يسهّل علينا الوصول إلى إصدارات غنية ومناسبة لكل الأعمار.”
معرض العراق الدولي للكتاب، الذي تنظمه مؤسسة المدى، نجح في ترسيخ فكرة الكتاب كهدية ثمينة وراقية. هذا المعرض، الذي يحتفي بثقافة بغداد وبيروت معاً، يعكس قيم التبادل الثقافي ويدفع باتجاه تعزيز القراءة كجزء من الحياة اليومية. في النسخ القادمة، يترقب الزوار مبادرات أوسع تعزز هذه الثقافة وتلهم الجميع لجعل الكتاب رمزاً دائماً للتواصل والمحبة.