عامر مؤيد
تصوير: محمود رؤوف
ان تكمل دراستك الاكاديمية لا يعني انقطاعك عن العالم الخارجي، رغباتك او طموحاتك واهدافك خارج تخصصك العلمي او مهنتك .
فبعد الدراسة الاكاديمية لكلية الطب، يدخل الغالبية في نفق متعب نظرا لصعوبة مهنة الطب وفي الاخر بالاخص، لكن هذا الامر لم يمنع طبيبات من الاستمرار في مشروعهن الادبي رفقة الطب.
خلال التجول بين اروقة معرض العراق للكتاب، شاهدنا طبيبات قررن العمل في دور نشر مختلفة عربية وعراقية بدافع التطوع والبقاء بقربٍ من الكتاب والقارئين.
ملاك جلال – طالبة كلية طب تتواجد في دار الحلاج وتقدم خدماتها من خلال الاجابة على اسئلة الزائرين وكذلك تقديم شرح موجز عن كل كتاب في الدار، التقينا بها للحديث عن سبب الانجذاب الى الادب رغم مشاق مهنتها.
وتقول جلال وهي شاعرة في ذات الوقت «لطالما كان الشعر وحياة الادب فطرة نشأتُ عليها وربيت نفسي بها، وما هو فطرة برأيي يستطيع التعامل مع المعطيات المستمرة والجديدة مثل الطب».
وتضيف جلال «ثمة حافلة حمراء تفصلني بين معرض بغداد وكلية الطب في الباب المعظم وبالحافلة اتنقل واعبر بين الطب والشعر، بين ارضين لي بينهما جذور، احاول ان اعتني بها».
وعن مشاركتها في معرض الكتاب تذكر جلال ان «المشاركة هي جزء من العناية بجذوري الملتصقة بالحياة الادبية، فجزء يتمثل بكونه فسحة اهرب اليها لئلا اتيبس في اية ارض».
وتتختم جلال حديثها بالقول «بالنسبة لي، فأن الشعر والطب لايمكنهما الانفصال ابدا ولكل منهما دور تكاملي في عملية نموي وعيشي».
وليس ببعيد عن دار الحلاج وقريبا من دار تشكيل حيث تشارك الشاعرة احسان المدني ايضا كمتطوعة لمشاركة القائمين على الدار في بيع الكتب والتواصل مع القراء عن كثب.
والمدني هي ايضا شاعرة وسبق لها وان اصدرت ديوانا شعريا عن دار الرافدين ولكنها قبل ذلك هي طبيبة ولكن روحها ارتبطت بالطب والشعر سويةً.
وتقول المدني لـ(المدى)، انه «اعيش هذه الامور ببساطة فانا طبيبة واكتب الشعر واحب الادب، وما اقوم به هو تعبيري عن الحب لهذه الاشياء مجتمعة».
وترى المدني ان «الطب والشعر لديهما ممزوج مع بعضها فهما طرق عدة لعيش حياة واحدة، لذلك اعتبر هذا الامر جزءا من حياتي ولاحقا ربما اتحدث عن هذا الموضوع، فحاليا اريد عيش هذا الجزء من دون التكلم عنه».