0%

أيك.. الشجرة التي تعزف أوراقها بالأبيض والأسود

بسام عبد الرزاق
تصوير: محمود رؤوف

تأتي الاسماء الغريبة من المرتفعات، من حكاية قديمة تنبت في الظل، وتبقى شفافة يرعاها الحب، وتحيطها اوراق الذكريات، ويكتب عليك ان هذا القديم الذي تراه اليوم، كان في مخيلتك الضاربة من ايام الابيض والأسود.

مثلما للنهار فيروزه، التي يصعب تمييز حروف الكلمات من مزارع اللحن التي تحيطها، وكأنها آلة واحدة تقطع من قلبك ما يشتهيه، وتعيد تركيبه اليك مرة اخرى، في حزن ابدعت، بإغضابك برعت، خدعتك احيانا، وانهتك الى السكينة حيث استطاعت، في كل هذا وانت المسروق الوحيد في هذا العالم، لأنها كانت الموسيقى.

يصدق الكثير من الاطباء في تقديم وصفات للعلاج من خلال الموسيقى، لكننا نصر على اهمال هذا العلاج الذي يبذل فيه الحب والجمال احلى ما فيهما، لنضع قرصا منوما بديلا عن هذه السعادة، كحل مريض لانهاء كل هذه المتعة الباذخة.

لنكتفي من غرابة ما قلناه كله، ونحذف المخيف فيه، فما نريده واضح، هو الحديث عن الفتاة المزروعة على آلة البيانو في استراحة عظيمة أمام قاعة معرض العراق الدولي للكتاب، واسمها يعني “الشّجر الكثير الملتف” أيك حسن ابراهيم النجار، الطالبة في الصف الخامس الاعدادي، والتي تعتبر والدتها هي الداعم الرئيس لما تقدمه من جمال واناقة ومعها استاذها حسام حسو، واجمل ما في هواياتها انها اجتازتها مبكرا، فهي تريد ان تصبح عازفة مشهورة، لكنها في أول الطريق نالت الكثير مما تريد، تعشق القراءة والتصوير وهو عشق حلو يشبهها.

تقدم الفتاة أيك، يوميا معزوفات كلاسيكية على البيانو، ويحيط بها جمهور كبير يحضر فعاليات المعرض، وتسرق الكثير من اهتمامهم بما تقدمه من مقطوعات ومعزوفات عالمية، ترافقها فيها الداعمة الرئيسة لها والدتها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top