0%

المطر» في الادب .. رمزية تتخطى حدود الكلمة

بغداد- المدى
عدسة: محمود رؤوف
عاش زوار معرض العراق الدولي للكتاب، امس الجمعة، تجربة مميزة مع هطول الامطار بتوقيتات مختلفة، حيث قرر بعضهم السير تحت المطر والتجوال في الباحة الرئيسة ايضا.
عن المطر، كثيرون كتبوا في الشعر والرواية وبقية الاجناس الادبية، اذ نستطلع بعض مما كُتب عن المطر ونحن نعيش اليوم هذه الاجواء مع دخولنا فصل الشتاء الذي تأخر قليلا في هذا العام.
ربما تعتبر «انشودة المطر» احدى اهم القصائد العربية لبدر شاكر السياب ومنها يقول:
كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ
وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر..
مثلا، استخدم الجاحظ وغيره وصف مقدمات المطر، مثل «لبست المساء سربالها وسحبت السحائب أذيالها» لتصوير جمال الطبيعة وتغيير الأجواء.
في الرمزية النفسية، يستخدم شكسبير المطر ليربطه بالجريمة والموت (ماكبث)، أو للتعبير عن الحزن والدموع، ويجعله جزءًا من المشهد الدرامي.
فيما يُظهر ماثيو أرنولد في «شاطئ دوفر» المطر والبحر كرمز للحزن واليأس البشري وتلاشي الإيمان الديني، حيث يبدو العالم قاحلًا.
في رواية «الحارس في حقل الشوفان» لسالينجر، يمثل المطر تجربة فريدة من السعادة الغامرة والتجرد، حيث يقف بطل الرواية تحت المطر بلا اكتراث، ليجد السعادة في بساطة اللحظة.
مثلا، الشاعر الفلسطيني محمود درويش، يقو يولد من قطرات الماء الأولى على عشب يابس , فيصعد زفرات استغانة أنثوية, عطشى إلى البلل , وعدٌ بزفاف كوني هو المطر. وعد بانفتاح المغلق على الجوهر, وحلول المطلق في ماهيّاتٍ…. هو المطر ،اما نزار قباني، فيقول: الشعر يأتي دائما مع المطر و وجهك الجميل يأتي دائماً مع المطر و الحب لا يبدأ إلا عندما تبدأ موسيقى المطر.
الاديب العالمي دوستوفيسكي، لنفرض أنّني لا أملك، بدلا من قصر الكريستال، إلّا خمّ دجاج، ولنفرض أنّ السّماء أمطرت، فإنني قد أتسلّل إلى خمّ الدّجاج اتّقاء للمطر، ولكنّي مع اعترافي بما لخمّ الدّجاج عليّ من فضل، لأنه وقاني من المطر، لم أَعُدَّ خمّ الدّجاج هذا قصرا.
قد يرمز المطر إلى التطهير، أو التجديد، أو الحزن، أو التغيير . وقد تعكس قطرات المطر المتساقطة حالةً عاطفيةً أو لحظةً محوريةً في القصة. المكان والجو: غالبًا ما يُضفي المطر جوًا معينًا، إذ يُمكن أن يخلق جوًا كئيبًا، أو هادئًا، أو مُفعمًا بالتوتر، مما يدعم موضوع القصة.

Scroll to Top