0%

الحضور النسوي يتقدّم المشهد… كاتبات يوقّعن إصداراتهن بجانب الكتّاب في معرض العراق

بغداد- المدى
واصل معرض العراق الدولي للكتاب جذب الأنظار عبر سلسلة واسعة من حفلات التوقيع التي تحوّلت إلى محطات يومية لالتقاء القرّاء بالمؤلفين، وتقديم إصدارات جديدة تعكس حيوية المشهد الأدبي والفكري في العراق والمنطقة. وجاءت حفلات هذا اليوم غنية بالتنوّع، بين الشعر والنقد والفكر الديني والرواية والدراسات المسرحية، في مشهد جسّد حراكاً ثقافياً متصاعداً داخل أروقة المعرض.
في جناح دار جبرا للنشر والتوزيع، أقام الشاعر طلال الغوّار حفلاً لتوقيع مجموعة من كتبه، من بينها: «انتظرك شجراً يمشي»، «أشجار تتبعها الطرقات»، و»نداء لصباحات بعيدة». وقد شهد الركن حضوراً لافتاً من جمهور الشعر ومحبي لغة الغوّار التي تجمع بين الحساسية الإنسانية والصور المكثفة.
أما جناح دار الشؤون الثقافية العامة فقد احتفى بالدكتور ضياء خضير في حفل لتوقيع كتابه «الأثر الأجنبي في المسرح العراقي 1880–1980»، وهو دراسة موسعة ترصد حضور النصوص الأجنبية في المسرح العراقي منذ أواخر القرن التاسع عشر. يتناول الكتاب علاقة المسرح المحلي بالمصادر الأجنبية وكيفيات الترجمة والإعداد، وتأثير هذه النصوص في الموضوعات والفضاء المسرحي وتقنياته، وصولاً إلى مرحلة الثمانينيات التي شهدت تحولات عميقة في المشهد المسرحي جراء الحرب.
إلى جانب ذلك، وقّع خضير أيضاً كتابه الجديد «مشروع عبد الجبار الرفاعي الديني – قراءة نقدية» ، الصادر ضمن سلسلة «الموسوعة الصغيرة» . يتناول الكتاب بالتحليل مشروع الرفاعي الفكري عبر خمسة محاور رئيسية، بينها: الوحي في علم الكلام، الدين والكرامة الإنسانية، الظمأ الأنطولوجي، الاغتراب الميتافيزيقي، ومفارقات توظيف التراث. ويأتي الكتاب ليضيف مساهمة جديدة للنقد الديني والفلسفي في العالم العربي.
وفي جناح أبجد، وقّعت الكاتبة منار الأمير كتابها «أتَرخاسيس – الفن الرافديني» الذي يستعيد الأسطورة الرافدينية من بوابة الفن، مقدّماً قراءة جديدة للعلاقة بين المخيال والأسطورة في حضارات وادي الرافدين.
كما شهد جناح منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتاب ثلاث توقيعات بارزة، حيث قدّمت الكاتبة رغد السهيل مجموعتها القصصية «فراشات» التي تستكشف العلاقات الإنسانية بلغة شفافة وفضاءات حكائية تتنقّل بين الواقع والخيال. ووقّع الكاتب أمجد توفيق كتابه القصصي «بُدراب»، الذي يمزج بين التجريب السردي والاشتغال على البنية النفسية للشخصيات، في نصوص تتقاطع فيها الذاكرة مع التحوّلات الاجتماعية.
وشهدت طاولة الاتحاد توقيع رواية «كدمات اليمام» للكاتبة منى سعيد الطاهر، وهي رواية تكشف تحولات الإنسان بين الريف والمدينة، وصراع المرأة مع بيئتها وعلاقاتها، ومراحل القوة والهشاشة التي ترافقها في بحثها عن صوتها الداخلي. وتقدّم الطاهر عملاً يقترب من الواقع الاجتماعي العراقي بلغة تمزج بين الشعرية والدراما.
بهذا الزخم المتواصل، تؤكد حفلات التوقيع في معرض العراق الدولي للكتاب أن الكتاب لا يزال يحتفظ بقدرته على جمع القرّاء حوله، وأن المشهد الثقافي العراقي يواصل إنتاجه وتجدده، محتضناً أصواتاً جديدة وأخرى راسخة تعيد قراءة العالم عبر الكلمة.

Scroll to Top