0%

الأدب الشعبي يعكس هوية الشعوب ويجذب الشباب في معرض العراق الدولي للكتاب

ملحق المدى
عدسة: محمود رؤوف
أكد عدد من الأدباء والناشرين أن الأدب الشعبي يمثل مرآة صادقة لتاريخ الشعوب وثقافتها المحلية، فهو يعكس حياة الناس اليومية وتقاليدهم بأسلوب بسيط بعيد عن التكلف، وقد شهد في السنوات الأخيرة رواجًا ملحوظًا بين الشباب، الذين يظهر اهتمامهم بشكل خاص بالشعر الشعبي مقارنة بالشعر الفصيح، الذي يعتبر عامًا أكثر.
محمد صادق – من دار المناهج، قال: «الأدب يعكس تاريخ البلاد، وكل بلد لها أدبها وتقاليدها الخاصة. فالأدب الشعبي يعكس بلغته البسيطة دون تكلف التقاليد هذه، وفي الفترة الأخيرة، لقي الأدب الشعبي رواجًا بوساطة فئة الشباب، فهم دائمًا يسألون عن الأدب والشعر الشعبي بالتحديد. الشعر الفصيح عام، أما الشعر الشعبي فهو خاص جدًا ويؤرشف ما مر به كل بلد.”
أما بان بديع – من دار القارئ، فأوضحت: «الأدب الشعبي هو أقرب حلقة وصل بينه وبين الناس، لذا هو أكثر قبولًا. حاليًا، إعلام الأدب الشعبي أقوى، لذا نلاحظ إقبال الناس عليه. عندما نريد أن نعرف مكانًا ما، علينا بأدبه، فهو سهل التعبير عمّا في داخل الإنسان بدون تكلف أو حواجز.”
من جهته، قال ستار محسن صاحب دار سطور، الناشر لأعمال عمالقة الأدب الشعبي، أن مطبوعات الدار تركز على الأعمال المؤثرة، وقال: «مطبوعات دارنا مخصصة لشعراء الأدب الشعبي، ولا ننشر كيفما اتفق، بل نختار الكلمة المؤثرة والقوية. أبرز منشوراتنا تشمل أعمال الشاعر الراحل عريان السيد خلف، إلى جانب كاظم إسماعيل الكاطع، موفق محمد، جبار رشيد، وزامل سعيد فتاح. كما نشرنا ‹سيرة الطين› التي تضم أكثر من خمسين شاعرًا من خمسينيات القرن الماضي حتى اليوم. نستقبل دائمًا ما هو مهم، بما في ذلك مخطوطات كاظم الرويعي ومخطوطات شاعر من الناصرية، جريد الدجيلي. نأمل من القراء زيارة دارنا واقتناء هذه الروائع.”
وأشار الأدباء والناشرون إلى أهمية الأدب الشعبي كمصدر للإبداع، مستشهدين بآراء أدباء عالميين: «يجب أن نهتم بالأدب الشعبي، فكما يقول ماركيز، الأدب الحقيقي يبدأ من المحلية، أي الأديب الذي لا يستفيد من محليته ولا يحولها إلى إبداع، يفقد جزءًا من أصالته. كذلك لوركا شاعر شعبي، وأيضًا إيوار. كثير من الأدب المترجم إلى العربية أساسه الأدب الشعبي.”
كما شددوا على قوة المفردة الشعبية داخل النصوص الفصيحة، كما يقول حسين مردان: «أحيانًا المفردة الشعبية في نص فصيح تعطي قوة للنص أفضل من المفردة الفصيحة.”
وأوضح مؤسس دار سطور قدرة المفردة الشعبية على تصوير المشاعر بطريقة لا يستطيع الشعر الفصيح مجاراتها، مستشهدًا بأبيات الشاعر الراحل عريان السيد خلف: «مثل المصوب الأهلة ما يداوونه، كلما يهيم الجرح عمدًا يلجموني.”
واخيرا إن الدور الكبير للأدب الشعبي في نقل حياة الناس وتقاليدهم: «الأدب الشعبي هو سرد للأحداث وما يحدث في المناطق الشعبية، ويصنع صورة مصاغة بكلمات الأدب الشعبي. تعلمنا من هذا الأدب كيف يشعر الشعب وكيف يفكر، وكيف نكون قريبين من لهجته. لذلك من الضروري أن يكون الأدب الشعبي حاضرًا في بلد مثل العراق، الذي يحتوي على مئات الأسماء المهمة في الشعر والمسرح والموسيقى. الأدب الشعبي غير كثيرًا من جغرافية الأدب العراقي وصنع جماليات متعددة، متمثلة بأعمال ‹حاسبينك› وكلمات زامل سعيد فتاح التي غناها فاضل عواد، وألحان طالب القرة غولي ،هذه الشعبيات أصبحت سفيرة اللغة، فالشعر الشعبي هو سفير الشعوب. كما نرى الآن، هناك الكثير من الأغاني العراقية الرائجة على مستوى العالم، والتي اعتمدت على الأدب الشعبي كنص ولحن.

Scroll to Top