
عامر مؤيد
عدسة: محمود رؤوف
ضمن المنهاج اليومي لفعاليات معرض العراق الدولي للكتاب تستمر القاعة الرئيسية باستضافة الندوات حيث أقيمت ندوة بعنوان «الهويات في زمن الاضطراب، صعود اليمين المتطرف وتغيّر العالم»، تحدث فيها د. نادر كاظم وحاوره محمد العتابي.
تحدث كاظم عن مفهوم الهوية وعن اليمين المتطرف قائلا ان «الهوية مثلها مثل الكثير من المفاهيم في العلوم الاجتماعية والإنسانية وهو مفهوم من الصعب تقديم تعريف له بمعنى ان من الممكن ان يختلف المفكر (أ) مع المفكر (ب) في تقديم تعريف لمفهوم الهوية وبالتالي لا يوجد جهة يمكن ان تحسم الخلاف في من له الحق بتقديم تعريف دقيق للهوية، تعريف جامع لمفهوم معقد لكن بالإمكان تعداد تعريفات عديدة للهوية ومنها تعريف يركز على مسألة لها صلة بالخصوصية فالهوية فعليا هي استشعار جماعة ما لخصوصية لها وبالتالي تفترض وجود اختلاف عن الاخرين، بمعنى انها تفترض جماعات أخرى بالدرجة الأساس من اجل ان تعي هذه الجماعة هذه الخصوصية التي لديها”.
وأضاف ان «الهوية يمكن ان تعرف بانها آلية للتمييز بين من نحن ومن هم وقد يعني أحيانا تعريف الهوية بانه إجابة على سؤال من نحن، فالهوية هي الجواب لهذا السؤال، أما ما اراه تعريفا دقيقا للهوية فهو التعريف الذي طرحه عالم السياسة الايرلندي «بنديكت اندرسون»، هذا العالم وهو ينظر لمفهوم القومية في كتاب «جماعات متخيلة» يقترح تعريف دقيق تعريف جامع ومانع لمفهوم معقد مثل الهوية ويقول ان الهوية وبالذات الهوية القومية هي عبارة عن جماعة سياسية متخيلة وذات حدود وذات سيادة وهنا يفترض بالدرجة الأساس ان الهوية مرتبطة بالدولة وهو يقصد هنا ان الهوية تتشكل فعلا ليس لوجود أسس ومعطيات بمعنى ان ما يصنع الهوية ليس اشتراك جماعة بشرية بالدين ولا بالاثنية ولا حتى في الإقليم الجغرافي ولا في اللغة”.
وأكمل ان «ليس الأسس هي من تصنع الهوية، بل الهوية تتشكل وثم هي من تصنع لها وتخلق قواسمها المشتركة الخاصة”.
وبين ان «مفهوم الجماعة المتخيلة يقصد بها ان مجموعة البشر هؤلاء لا يقاسمون قواسم مشتركة فقط، بل هم يتقاسمون فكرة ما عن شراكة بينهم وعن شكل من اشكال الاخوة والقرابة والزمالة التي تجمع بينهم في حين انهم لا يعرفون بعضهم بعضا بصورة مباشرة، فمن يرى ان هويته قومية عربية لن تتاح له العرب كلهم وجها لوجه”.
أما عن اليمين فقال ان «اليمين فعليا كمصطلح يرجع الى الثورة الفرنسية والى توزيع مقاعد الجماعات السياسية داخل الجمعية الوطنية الفرنسية فمن جلسوا على يمين رئيس الجلسة هم اليمين ومن جلسوا على يسار الرئيس هم اليسار».
