
عبود فؤاد
عدسة: محمود رؤوف
اختارت إدارة معرض العراق الدولي للكتاب في دورته السادسة، التي حملت شعار «مئة نون عراقية»، النخلة رمزًا، في إشارة واضحة إلى الأصالة العراقية وتراثها العريق، ودورها الرمزي في الثقافة والحياة اليومية للمجتمع العراقي. ويعكس اختيار النخلة اهتمام المعرض بالقيم الثقافية والاجتماعية العميقة التي تحملها، فهي رمز الخصوبة والاستدامة والحياة، إلى جانب كونها علامة مميزة للهوية الوطنية، إذ لطالما ارتبطت بالنسيج الاجتماعي والاقتصادي للعراق منذ آلاف السنين.
وأكدت اللجنة المنظمة للمعرض أن النخلة هي مرآة للمرأة العراقية، بما يتوافق مع شعار «مئة نون عراقية»، الذي يحتفي بمئة شخصية نسائية عراقية ساهمت في مجالات الأدب والفكر والفن والصحافة على مدار التاريخ. ويقول أحد منظمي المعرض: «اختيار النخلة كشعار هو تذكير بأن الثقافة مثلها مثل النخلة، جذورها عميقة، وتستمر في النمو والتطور رغم التحديات.»
النخلة، بحسب حمزة عماد- احد الناشرين- ليست مجرد رمز طبيعي، بل تمثل قوة الجذور والتاريخ، وتعكس دور الكتاب في الحفاظ على التراث ونقله للأجيال القادمة. كما ترمز إلى المرونة والصمود، وهو ما يعكس قدرة الثقافة العراقية على مواجهة التحديات المختلفة والحفاظ على هويتها في مواجهة التغيرات الاجتماعية والسياسية.
زارت المعرض العديد من النساء العراقيات اللواتي عبّرن عن إعجابهن بالرمزية المختارة. تقول سلمى حسين، أستاذة جامعية وناشطة ثقافية: «النخلة تمثل بالنسبة لي الصمود العراقي والأصالة، واختيارها شعارًا للمعرض يعكس اهتمامًا حقيقيًا بالتراث وبالنساء العراقيات المبدعات.» بينما أشارت منى عبد الله، إلى أن «الشعار يجمع بين الرمزية الوطنية والاحتفاء بإبداع المرأة العراقية، وهو ما يجعل زيارة المعرض تجربة غنية ومُلهمة». أما رنا كريم، طالبة جامعية ومهتمة بالأدب، فقالت: «رؤية النخلة تذكّرني بالثقافة العراقية العميقة، ومع الكتب المعروضة، أشعر بالفخر لمكانة المرأة في تاريخ الإبداع العراقي».
وتؤكد أن اختيار النخلة كشعار هو» خيط ممدود من تراثنا الينا، ويربط بين رمزية الطبيعة والهوية الوطنية وبين الإبداع المعاصر للمرأة العراقية. وفي هذا الإطار، تصبح زيارة المعرض أكثر من مجرد تصفح للكتب؛ فهي رحلة لاستكشاف إرث العراق الغني والاحتفاء بإبداعات نساء ساهمن في صياغة المشهد الثقافي الوطني».
وشهدت فعاليات الدورة السادسة للمعرض تنظيم ندوات وورش عمل تركز على دور المرأة في الثقافة العراقية، بالإضافة إلى عرض مجموعة واسعة من الكتب الجديدة التي تناولت الأدب والفكر والفنون، في محاولة لتعزيز مكانة العراق كمنصة إقليمية للنشر والثقافة.
يمثل شعار الدورة السادسة للمعرض رسالة واضحة عن القوة والإبداع والتمسك بالهوية، مسلطًا الضوء على أهمية المرأة في صناعة الثقافة والقراءة، ومدى قدرة الرموز الوطنية على توحيد المجتمع حول الإرث والتجربة الإنسانية المشتركة.
