0%

روح بغداد التراثية تتجسد في المعرض:لافتة المتنبي وأعمدة الرشيد ومكتبات عريقة تحيي الذاكرة!

تبارك عبد المجيد
عدسة: محمود رؤوف
في أحد أركان معرض العراق الدولي للكتاب، تتوسط المشهد لافتة كبيرة تحمل اسم واحد من أهم الشوارع الثقافية والأدبية في بغداد: «شارع المتنبي». وإلى جوارها تنتصب مجسمات تحاكي أعمدة شارع الرشيد الشهيرة، تلك الأعمدة التي تختزن تفاصيل بغداد القديمة وتضفي على الجناح روحاً معمارية تعيد الزائر إلى بدايات العصر الثقافي للمدينة.
يقول أبو علي عبد الجبار، صاحب مكتبة بغداد التراثية احد المكاتب التي تتوسط شارع المتنبي، إن حضورهم داخل المعرض لم يأتِ مصادفة، بل امتداداً لنبض شارع الكتب العتيق. ويوضح في حديثه لـ ملحق المعرض أن مشاركتهم هذا العام تتمحور حول عرض مجموعة منتقاة من الكتب التراثية العراقية والطبعات الأولى، وهي الإصدارات التي يحرص زوار المعرض ومرتادو شارع المتنبي على اقتنائها دائماً، لما تحمله من قيمة معرفية وتاريخية نادرة.
ويشير إلى أن المشاركة في الدورات السابقة كانت ذات فائدة كبيرة للمكتبة، ولا تزال تفتح أمامهم أبواباً جديدة للتواصل مع جمهور محب للكتاب التراثي الأصيل.
ويلفت أبو علي إلى أن جناح شارع المتنبي داخل المعرض يحمل طابعاً مختلفاً عن بقية الأجنحة؛ إذ يتوشح بروح بغداد القديمة ورائحة الورّاقين، ويقدم مساحة تُشبه الشارع في أصالته وهدوئه ورونقه، ليصبح ركناً مميزاً يحتضن الإصدارات التراثية والأعمال الأدبية ذات الطابع العراقي الخالص.
ويختتم حديثه بأمنية أن يستمر هذا الجناح في كل الدورات القادمة، لأنه على حد قوله «ملمس تراثي ضروري داخل معرض كبير يزداد فيه الحنين إلى الكتب الأولى وحكاياتها».
يقول علي قاسم، صاحب مكتبة بساتين المعرفة، إن مشاركتهم في معرض العراق الدولي للكتاب تمثل “التجربة الثالثة” لهم، وهي مشاركة يؤكد أنها تأتي بدعم واهتمام من دار المدى، وحرص من أصحاب المكتبات في شارع المتنبي على أن يكونوا جزءاً من هذا الحدث الثقافي المهم.
ويشير قاسم إلى أن دورهم داخل المعرض يتمثل في عرض مزيج متنوع من الكتب القديمة والتراثية إلى جانب الإصدارات الحديثة، في محاولة لتقديم صورة متكاملة عن ثراء المكتبة العراقية. ويرى أن هذا التنوع يعكس اهتماماً واضحاً بالكتاب المحلي وبالتراث الثقافي العراقي، سواء من ناحية المحتوى أو من خلال دعم الكاتب والناشر العراقيين.
ويؤكد أن وجود مكتبات شارع المتنبي في المعرض يحمل دلالة مهمة على استمرار حضور الكتاب العراقي التقليدي، وعلى ارتباط الجمهور بالطبعات التراثية التي تشكل ذاكرة معرفية لا تزال حية حتى اليوم.

Scroll to Top