
خصومات على الكتب وعناوين جديدة صادرة
عامر مؤيد
عدسة: محمود رؤوف
افتتحت فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب وسط حضور ثقافي وجماهيري واسع، لتتحول بغداد مرة أخرى إلى مركز نابض بالحوار والكتب واللقاء. ومنذ الساعات الأولى لليوم الثاني، بدأ المعرض يستعيد صورته الكاملة، حيث انطلقت الندوات والجلسات الفكرية، وتوافد الطلبة من الجامعات ومعاهد الفنون الجميلة حاملين دفاترهم وكاميراتهم وأسئلتهم، ليصبح المكان أكثر حيوية وإشراقًا.
المشهد بدا واضحًا في الممرات التي امتلأت بالشباب، بعضهم يتنقل بين الكتب ويسأل عن أسماء الكتب، وآخرون يجلسون في زوايا الأجنحة يرسمون أو يعزفون أو يلتقطون صورًا للحظة ثقافية لا تتكرر. وقدّمت معاهد الفنون الجميلة فعاليات متنوعة بين الموسيقى والمسرح والرسم الحي، فكانت نقطة التقاء بين الفن والكتاب وجمهور متنوع الأعمار والخلفيات.
وفي قلب هذا الزخم، انطلقت ثلاث ندوات فكرية في اليوم الثاني، شكّلت بداية قوية للبرنامج الثقافي المرافق للمعرض. كانت الندوة الأولى بعنوان «استذكار الناشرة سميرة عاصي»، والتي جمعت نخبة من المتحدثين للحديث عن مسيرة واحدة من أكثر الشخصيات تأثيرًا في مجال النشر العربي. تحدث المشاركون عن حضورها الثقافي ودورها الريادي في دعم حركة التأليف والترجمة، وكيف أسهمت في بناء جسور معرفية بين العراق والعالم العربي. تناول الحوار جانبًا من حياتها المهنية وقصصاً من الكواليس جعلت من سيرتها مادة ثرية للتأمل في معنى الإيمان بالكتاب كرسالة.
أما الندوة الثانية فجاءت بعنوان «جلسة حول مدونة الأحوال الشخصية والفقه»، وركزت على التحولات والقضايا القانونية التي يعيشها المجتمع العراقي اليوم. قدم الضيوف رؤى مختلفة حول العلاقة بين النص القانوني والاجتهاد الفقهي، وأثيرت أسئلة مهمة حول قدرة التشريعات على مواكبة التغيّر الاجتماعي وحماية حقوق الأفراد. النقاش امتد إلى حالة الوعي القانوني لدى المجتمع، وأهمية إعادة فهم النصوص بما يتوافق مع واقع معيش ومتسارع.
وفي جلسة ثالثة حملت عنوان «المرأة على الشاشة، كيف تُبنى الأجندة النسوية في الإعلام العراقي؟»، دار الحديث حول صورة المرأة في الإعلام وطبيعة حضورها وأدوارها. تناول الضيف رؤيته تجاه الخطاب النسوي في القنوات، وكيف يمكن للإعلام أن يكون مساحة عادلة لإيصال صوت النساء والدفاع عن قضاياهن. الجلسة حملت نقاشاً صريحاً حول التمثيل الإعلامي، والفجوة بين الصورة النمطية للمرأة ودورها الحقيقي في المجتمع، مع التأكيد على أن الشاشة ليست فقط مجال عرض، بل أداة تأثير وتغيير.
هذه اللقاءات لم تكن سوى بداية لسلسلة طويلة من الأنشطة التي سيحتضنها المعرض خلال أيامه المقبلة، حيث سيشهد الزوار حفلات توقيع وجلسات نقدية وحوارات في الأدب والفنون والفكر. وبقدر ما كانت الكتب هي القلب، كان الجمهور هو الروح، وكان الشباب تحديدًا عنصرًا لافتًا منح المكان نَفَسًا جديدًا.
هكذا يمضي معرض العراق الدولي للكتاب في دورته الحالية كجسر بين الفكر والجيل الجديد، وكحدث يذكّر أن بغداد ما تزال تقرأ، تناقش، وتفتح أبوابها للمعرفة بكل أشكالها.
ايضا كانت هناك أمسية شعرية قدمتها الشاعرة آية ضياء، والقراءات كانت ل ليندا إبراهيم، حنان الدليمي، علياء المالكي وسمر قند الجابري».
فيما كان ختام الفعاليات بجلسة للاحتفاء بالأديبة لطفية الدليمي وتحدث بها الاستاذة احمد الظفيري وعلي حسين صالح وقدمتها رشا الربيعي.
دور نشر كثيرة، أعلنت عن خصومات تصل عند بعضها إلى اكثر من ٥٠ بالمئة على جميع الاصدارات، جزء من تشجيع القراءة، كما ان اغلب دور النشر طرحت الكثير من العناوين الجديدة في هذه النسخة.
