0%

الموسيقى والادب .. فكرة واحدة بطرق مختلفة

عامر مؤيد
عدسة: محمود رؤوف
«بلا ولا شي»، اغنية خالدة للموسيقار زياد الرحباني، لكن الكثير مما كان يُعرف به الرحباني يتعلق بالكتابة، بالادب، بالقراءة ايضا، وكثير له ربط بالفكر وطرح نظريات قد تأثر بها عدد كبير ليس من موطنه لبنان فحسب بل دول اخرى كثيرة.
الامر لا ينطبق على الرحباني وحده، حيث يذهب (كارليل) إلى أنَّ الموسيقى لغزٌ في لغةِ تأثيرِها في النُّفوسِ، فلا يَنبغي لنا أنْ نُدركَ هذا اللُّغزَ؛ لأنَّ ذلكَ يُفقِدُ الموسيقَى جمالَها وسِحرَها، حينَ قال: «الموسيقى ضربٌ من الكلامِ غيرِ المنطوقِ به، وغيرِ المحدودِ، وهي تُوصِلُنا إلى حدِّ اللّانهايةِ، وتجعلُنا ننظرُ مليّاً في ذلك مدّةً من الزّمنِ، ومَن ذا الّذي يستطيعُ أن يصِفَ بألفاظٍ منطقيَّةٍ مبلغَ تأثيرِ الموسيقى في نفوسِنا. فلنَدَعْها تبقى لغزاً وذلك خيرٌ مِن أنْ نحُلَّهُ، وتَضيعَ الموسيقى سُدىً».
في معرض العراق الدولي للكتاب، واثناء سيرك بين اجنحة المعرض لقراءة عنوان ما، او شراء كتاب محدد، فان صوت الموسيقى سيصلك مثل الفعاليات التي تقام بشكل مستمر على المسرح الرئيس في المعرض.
من ضمن ما حُدد، عن العلاقة بين الموسيقى والشِّعر، بأنَّ الموسيقى (والموسيقيين) ربما ساهمتْ بشكلٍ كبير في التطور الذي حدث في شعر الحجاز في القرن الأول/السابع، لكنَّ طبيعة العلاقة لا يسهل تحديدها بدقَّة، وبعض المشاكل التي تثيرها مستعصيةٌ جدًّا على الحلِّ.
في جانب اخر، فان الثقافة الأمريكية تتميز بتنوعها الكبير وتعدد مصادر تأثيرها، ومن بين هذه المصادر الأدب الأمريكي والموسيقى الأمريكية. ترتبط العلاقة بينهما بعدة طرق، حيث يستلهم العديد من الموسيقيين والفنانين الأمريكيين أفكارهم وأغانيهم من الأدب الأمريكي، ويستخدمون كلمات وعبارات وأفكار تتناغم مع الأدب الأمريكي لتشكل أغانيهم. ومن جهة أخرى، يتضمن الأدب الأمريكي العديد من الروايات والقصص التي تتحدث عن الموسيقى وعن دورها في الحياة، وتصف شخصيات موسيقية ومواقفهم التي تترك أثرًا في الثقافة الأمريكية بشكل عام.
ميس «زائرة» في المعرض، استلهمتها مقطوعة للموسيقار ياني، وهي في جولة بمعرض الكتاب، وتقول ان «العلاقة لا تنقطع بين الموسيقى والكتاب، كلاهما ابداع لكن المنبع هو واحد، التغذية الروحية والنفسية بجانب مغاير وبشكل يختلف».

Scroll to Top