0%

نساء عراقيات صنعن ذاكرة القرن..من الشعر والعمارة إلى الصحافة!

تبارك عبد المجيد
عدسة: محمود رؤوف
برزت أسماء نسوية عراقية شكلت علامات مضيئة في تاريخ الثقافة والفكر والفن على امتداد القرن العشرين وبدايات القرن الحادي والعشرين، ورغم التحديات الاجتماعية والسياسية، استطاعت هؤلاء النساء تخطي الحدود التقليدية، فأسسن لمرحلة جديدة من الحضور النسوي المؤثر في المشهد الثقافي العراقي والعربي.
تمثل الدكتورة نزيهة الدليمي إحدى أبرز الشخصيات النسوية في تاريخ العراق الحديث، فهي أول وزيرة في العالم العربي عام 1959. لعبت دورا محوري في تطوير التشريعات الخاصة بحقوق المرأة، وسعت إلى ترسيخ مبادئ العدالة الاجتماعية، مما جعلها رمزًا للحركة النسوية العراقية ومسارها الإصلاحي.
وفي ميدان الأدب، تبرز الشاعرة نازك الملائكة باعتبارها إحدى مؤسسات الشعر الحر في العالم العربي. حيث شكلت قصيدتها «الكوليرا» نقطة تحول في بنية القصيدة العربية الحديثة، ورفدت الحركة الشعرية بكتابات نقدية جادة جعلت حضورها واضحًا في تاريخ الشعر العربي المعاصر.
أما في الفن التشكيلي، فقد حضرت الفنانة ليلى العطار كوجه بصري مميز. استلهمت أعمالها من التراث الرافديني بأسلوب حداثي، وأسهمت في تطوير الذائقة الفنية العراقية من خلال إدارتها لقاعة الفن الحديث في بغداد. بقيت أعمالها شاهدة على رؤيتها الفنية رغم رحيلها المؤلم عام 1993.
وفي مجال العمارة العالمية، يُعد اسم زها حديد علامة فارقة في الحداثة المعمارية. صممت مشاريع أحدثت ثورة في مفاهيم التصميم والبناء، وحملت روح العراق إلى مدن العالم، لتصبح أول امرأة تنال جائزة بريتزكر العالمية في الهندسة المعمارية.
وعند العودة إلى البدايات الأولى للفن النسوي في العراق، تظهر أسماء مثل نزيهة سليم ومريم نصر الله، اللتين أسهمتا في تأسيس ملامح الفن التشكيلي العراقي الحديث عبر أعمالهما التي جمعت بين الحس الوجداني والهوية المحلية، فكانتا جزءًا أساسيًا من الحركة الفنية الرائدة.
وفي فضاء الموسيقى والغناء، لمع بريق مطربات تركن أثرا خالد، مثل عفيفة اسكندر بصوتها الدافئ وأدائها المميز، وزهور حسين التي شكل صوتها أحد أجمل التعبيرات الغنائية العراقية. أسهمت أعمالهما في صياغة جزء مهم من ذاكرة الموسيقى العراقية.
كما برزت الصحفية أطوار بهجت كصوت إعلامي شجاع، حمل رسالته المهنية بكل صدق وشجاعة في أوقات شديدة الصعوبة. شكّلت تجربتها نموذجًا مضيئًا للإعلامية العراقية التي واجهت المخاطر دفاعًا عن الحقيقة.
وفي مجال السرد والأدب، تواصل الروائية لطفية الدليمي تقديم مشروع فكري وجمالي يقوم على الفلسفة والمعرفة والانفتاح على الخيال العلمي. أسهمت رواياتها ودراساتها في إثراء الأدب العربي المعاصر، وكانت صوتاً مدافعاً عن حرية الفكر وحقوق المرأة.

Scroll to Top