0%

المرأة العراقية في واجهة المعرض: عارضات كتب يرسّخن دورهن في نشر الثقافة

عبود فؤاد
عدسة: محمود رؤوف
في نسخته السادسة، احتضن معرض العراق الدولي للكتاب فعاليات مميزة ركزت على المرأة العراقية ودورها الفاعل في المجتمع، إذ حملت الدورة الحالية شعار «100 نون عراقية»، في إشارة إلى الاحتفاء بالنساء العراقيات وإبراز إنجازاتهن في مختلف المجالات. وبرز حضور النساء العاملات كعارضات كتب، اللواتي شكّلن جسراً بين القراء والإصدارات الحديثة، وسلّطن الضوء على أهمية مشاركة المرأة في صناعة المعرفة والنهوض الثقافي.
زينب جمال، العاملة في دار المحروسة، أكدت أهمية المعرض في دعم قضايا المرأة العراقية، قائلة:
«كما نعلم، فإن موضوع المعرض هذا العام يتمحور حول النساء ودورهن في المجتمع، وهي فرصة مهمة لتسليط الضوء على واقع المرأة العراقية، التي ما تزال حتى اليوم تناضل من أجل حقوقها الأساسية. وكما يُقال: إذا أردت أن تعرف مستوى تطور أي مجتمع، فانظر إلى حال نسائه».
وأضافت: «يجدر بنا جميعاً أن نفتخر بنساء العراق الشجاعات اللواتي أصبحن نماذج مُلهِمة على مستوى العالم. فهناك زها حديد التي غيّرت ملامح العمارة الحديثة بإبداعها الاستثنائي، ونازك الملائكة التي أحدثت ثورة في الشعر العربي وأسست لمدرسة جديدة في الأدب، وهدى قطّان التي بدأت من الصفر، ثم أسست واحدة من أهم العلامات العالمية في مجال مستحضرات التجميل، لتصبح اسماً لامعاً ينافس أكبر الشركات الدولية».
وأكدت: «هذه النماذج وغيرها تُشدد على أهمية دعم النساء ومنحهن التقدير الذي يستحقنه، فقد أثبتن بما لديهن من مهارة وموهبة وطاقة إبداعية أن المرأة قادرة على صناعة التغيير وترك بصمة لا تُنسى في أي مجال تخوضه. ومن هنا تأتي أهمية معرض العراق الدولي للكتاب الذي يسلّط الضوء في هذه الدورة على نساء العراق الشجاعات، ويقدّم منصة للاحتفاء بإنجازاتهن وتعزيز الوعي بقيمة مشاركتهن ودورهن المحوري في بناء المجتمع والنهوض به».
من جانبها، تحدثت رنيم العامري من دار حياة عن تجربتها مع الكتب ودور المرأة في صناعة الثقافة، قائلة:
«علاقتي بالكتاب علاقة قديمة، أنا قارئة في البداية وأحب هذا التماس بيني وبين الكتب، وكلما أتيحت لي فرصة أن أكون برفقته أتعلم وأتقرب منه أكثر».
وترى، بصفتها مترجمة وامرأة، أن «هذا الدور يمثل فرصة للمساهمة في نشر المعرفة، ونقل الثقافات المختلفة إلى القراء، ومواصلة تعزيز حضور النساء في هذا المجال الحيوي».
أما هدى كاظم، العاملة في دار الشؤون الثقافية، فأكدت أهمية المعرض في دعم العارضات العراقيات، مشيرة:
«العمل في معرض الكتاب يمنح المرأة منصة لإبراز حضورها الثقافي والاجتماعي، ويسمح لنا كعارضات بأن نكون جزءاً من صناعة المعرفة ونقلها للقراء، خاصة النساء الشابات اللواتي يبحثن عن قدوة تلهمهن. أرى في هذا المعرض فرصة فريدة للتفاعل مع الجمهور وتبادل الأفكار، ولتعزيز صورة المرأة العراقية القادرة على القيادة والإبداع في كل المجالات».
لم يقتصر دور النساء العاملات في المعرض على العرض والبيع فقط، بل أصبحن جزءاً أساسياً من الفعاليات الثقافية، إذ ساهم حضورهن في تشجيع القراء على الاهتمام بالإصدارات التي تقدّم قصص النساء وتجاربهن. كما أضفت هذه التجربة بعداً إنسانياً وثقافياً يعكس واقع المرأة العراقية ومساهمتها في صناعة المستقبل.
ومن خلال شعار «100 نون عراقية»، قدّم المعرض رسالة واضحة عن قوة النساء وإبداعهن، وكيف يمكن للمرأة العراقية أن تكون مصدر إلهام ونموذجاً للجيل الجديد، ليس فقط في الأدب والثقافة، بل في مختلف المجالات الاجتماعية والاقتصادية. وقد أصبح المعرض، بهذا الشكل، مساحة للاحتفاء بالمرأة والاعتراف بمكانتها وتشجيعها على الاستمرار في التألق والمساهمة في بناء مجتمع متقدم ومتوازن.

Scroll to Top