
عبود فؤاد
يشهد معرض العراق الدولي للكتاب بنسخته السادسة تنوعًا لافتًا في الإصدارات الروائية التي تتخذ من المرأة محورًا للحكاية وعنصرًا رئيسيًا في التجربة السردية. وقد حضرت هذا العام أعمال متعددة تحمل في جوهرها صوت المرأة وهمومها وأسئلتها، وتقدّم نماذج لشخصيات نسائية تواجه العالم بطرق مختلفة؛ مرة عبر الذاكرة، ومرة في الصراع النفسي، ومرة في الأسئلة الوجودية التي لا تهدأ.
ومن بين أبرز الروايات التي ركزت على المرأة كبطلة ومحرك للأحداث:
«طريفية»
تظهر المرأة في رواية الروائي سلمان كيوش بوصفها مرآة لأسئلة الهوية. وتبدو «طريفة» منقسمة بين صورتين؛ بين ما تريد أن تكونه وما يُراد لها أن تكونه. الرواية الصادرة عن الاتحاد العام للأدباء والكتّاب تحمل بعدًا نفسيًا وتفكيكيًا، وتتبع البطلة في رحلة شاقة داخل ذاتها.
«مدهامتان»
يضع هذا العمل الروائي المرأة في قلب حكاية مفعمة بالأسئلة الوجودية والروحانية. وتغوص الكاتبة فاطمة محمد في روايتها الصادرة عن دار الفينيق في العوالم الداخلية للبطلة، مستخدمة لغة تُخصِّب الخيال وتفتح باب التأويل. تظهر المرأة هنا صوتًا يقف على حدود الحياة والماورائيات، كجسر بين الفقد والرجاء. وتترك «مدهامتان» أثرًا طويلًا في ذهن القارئ.
«المرأة الأُخرى»
تقدّم الكاتبة المغربية كريمة أحداد رحلة سردية عميقة في حياة شهرزاد الراوي، امرأة تعمل في دار نشر وتحلم بأن ترى اسمها يومًا على غلاف كتاب. غير أن الحلم يتحول إلى بوابة لمساحات أكثر تعقيدًا داخل الذات، حين تنجذب بعنف نحو ماضي زوجها العاطفي، وتدخل دائرة هوس تتسع بمرور الصفحات.
ولا تتعامل الرواية الصادرة عن منشورات المتوسط – إيطاليا مع الحب بوصفه شعورًا بسيطًا، بل تكشف جانبه المعتم؛ ذاك الذي يولّد الغيرة والفضول والتهديد الضمني للذات. وتبدأ شهرزاد بمراقبة حبيبة زوجها السابقة على مواقع التواصل الاجتماعي، قبل أن تتجاوز الشاشة إلى الواقع، لتتحول المطاردة إلى فعل يلتهم وقتها وعواطفها ويعيد تشكيل شخصيتها وقراراتها.
«كدمات اليمام»
تدور الرواية حول سليمة التي تنتقل من الريف إلى المدينة وصراعها مع تفاصيل الحياة الجديدة. ولا تقدّم الرواية بطلة قوية منذ البداية، بل امرأة تتعلم القوة، وتتلمّس طريقها ببطء، وتنهض من خيباتها مرة تلو الأخرى. والرواية الصادرة عن منشورات الاتحاد العام للأدباء والكتّاب في العراق تسير في خط داخلي يتتبّع مشاعر البطلة وانكساراتها وخوفها من العالم، ثم يرافقها في رحلتها نحو إعادة بناء ذاتها.
«الحكايات الثالثة عشر»
صدر عن دار المحروسة بترجمة محمود علي عمل للكاتبة دايان ساترفيلد، تنطلق أحداثه من شخصية تُدعى مارجريت، وهي عاشقة للكتب تعمل في متجر كتب وتميل إلى كتابة السير الذاتية كهواية. وفي أحد الأيام، تتلقى مارجريت رسالة من الكاتبة الأشهر في عالم الرواية، فيدا وينتر، تدعوها لزيارتها يوم الإثنين. وتشكل هذه الدعوة بداية لغز كبير؛ إذ تخوض مارجريت رحلة تكشف فيها أسرارًا عائلية، وماضيًا غامضًا، وهوية مضطربة، وحقائق قادرة على تغيير كل ما تعرفه عن نفسها وعن تلك الكاتبة الغامضة.
