0%

مجسّمات لرموز نسوية عراقية تتصدر فضاء معرض الكتاب

عامر مؤيد
حملت النسخة السادسة من معرض العراق الدولي للكتاب اسم «100 نون عراقية»، في تأكيد على دور المرأة العراقية في مختلف المجالات الحياتية، سواء الأدبية أو الفنية أو السياسية أو المجتمعية.
داخل قاعة المعرض، تظهر مجسّمات لعدد من الشخصيات النسوية اللواتي كان لهن أثر كبير على مدى عقود، وقد ارتأت إدارة المعرض عرض نماذج منهن أمام الزوار، في إشارة واضحة إلى أهميتهن ورسوخ حضورهن في الذاكرة العراقية.
من بين هذه الشخصيات، الإعلامية الراحلة أطوار بهجت، التي عُرفت بمهنيتها وشجاعتها خلال تغطية الأحداث الساخنة من قلب مواقع التوتر. غير أن قوى الظلام اغتالتها في فبراير/ شباط 2006، لتبقى قصتها مصدر إلهام لكثير من الإعلاميات عبر الأجيال المختلفة.
كما حضرت الشاعرة لميعة عباس عمارة، التي تُعد من رواد الشعر العربي الحديث وإحدى أعمدة الشعر المعاصر في العراق. شاركت بدر شاكر السيّاب ونازك الملائكة في ثورة الشعر الحديث، ونشر الشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي أولى قصائدها. ولدت في بغداد، وعاشت سنوات طويلة في الولايات المتحدة بعد هجرتها من العراق، وتوفيت هناك. كتبت الشعر الفصيح والشعبي، وحصلت على وسام الأرز من رتبة فارس تقديراً لمكانتها الأدبية.
ومن بين الأسماء أيضاً المطربة زهور حسين، التي بدأت الغناء عام 1938، وتميّزت بأداء أطوار غنائية مهمة مثل «الدشت»، واشتهرت بأداء مقام «العنيسي» و«المحبوب» و«المستطيل». أتقنت غناء الريف والمدينة معاً، وقدّمت أعمالاً ما تزال حاضرة، منها «يم عيون حراكة» و«جبت لهل الهوى» وغيرها.
كما ظهرت أمية الجبارة، الشجاعة التي أصبحت رمزاً خلال معارك تحرير العراق من تنظيم داعش. حملت السلاح وقاتلت التنظيم حتى استشهادها، لتتحول قصتها إلى نموذج ملهم تصدّر عناوين الصحف العالمية.
وحضرت أيضاً الفنانة أزادوهي صاموئيل، التي دخلت مجال الفن عام 1955، وتُعد أول فتاة تلتحق بمعهد الفنون الجميلة – قسم الفنون المسرحية. قدمت أعمالاً مسرحية بارزة، منها مسرحية «المثري النبيل» لموليير بإخراج جعفر علي، و«عطيل» لشكسبير بإخراج جاسم العبودي، و«أوديب ملكاً» لسوفوكليس بإخراج جعفر السعدي، و«فيما وراء الأفق» لأونيل بإخراج بهنام ميخائيل. عملت مع أبرز المخرجين في العراق، منهم إبراهيم جلال وسامي عبد الحميد وعبد الواحد طه وبهنام ميخائيل وجعفر السعدي وجعفر علي وبدري حسون فريد وسعدون العبيدي ومحسن العزاوي وقاسم محمد. كما حملت اسماً فنياً في الإعلانات هو «زاهدة سامي»، واستمرت في استخدامه بعد انقلاب 14 تموز 1958، إذ مثّلت تحت هذا الاسم في مسرحيتي «آني أمك يا شاكر» و«أهلاً بالحياة».

Scroll to Top