0%

تأثير الفن والثقافة في “بيروت” على الشباب: هل تأتي أفكارهم من الفضاء؟

تبارك عبد المجيد

في بيروت، تتشابك الأفكار المبدعة بحرية، وكأنها تأتي من الفضاء، حيث يجدها الشباب ملاذاً للتعبير عن أنفسهم بطرق جديدة ومبتكرة، مما يتيح لهم تحدي النظم التقليدية وتجديد الوعي الثقافي.

تقول آيات توفيق، ناشطة ومهتمة بالكتب العربية، إن الشعار الشهير “بغداد تقرأ، بيروت تطبع، ومصر تكتب” يعكس تأثيرًا طويل الأمد للبنان على الأدب والإعلام في العالم العربي. وأضافت أن هذا الشعار أسهم في ترسيخ تطلع عربي لما ينتج من لبنان، خصوصًا في المجالات الأدبية والإعلامية، مشيرة إلى دور منصات التواصل الاجتماعي اللبنانية في تحديث المحتوى الذي تقدمه، بما يتماشى مع تطلعات الشباب والنساء.

وأكدت أن لبنان تمكن من تطوير منصات حقوقية واجتماعية جذبت جمهورًا متنوعًا من المنطقة، ونجحت في طرح محتوى مختلف عن السائد. ووصفت هذا المحتوى بأنه يبتعد عن القوالب التقليدية ويتسم بالجرأة والابتكار، سواء على مستوى الأفكار أو التحليل.

وتعتقد أن “هذه المنصات، التي قد لا تحمل بالضرورة هوية لبنانية خالصة بل هويات مشتركة، تسعى إلى تقديم رؤى جديدة ومغايرة لما اعتادت المنطقة على قراءته أو تحليله”. وأضافت أن اعتماد هذه المنصات على أساليب متعددة ومقاربات مبتكرة “خارج الصندوق” يساهم في تشكيل تأثير واضح على المستويات الاجتماعية والسياسية، وربما الاقتصادية في المستقبل القريب.

بيروت، باعتبارها واحدة من أبرز المراكز الثقافية والفنية في العالم العربي، تلعب دوراً حيوياً في تشكيل وعي الشباب العربي وتأثيرهم في الفن والثقافة. المدينة توفر مساحة للإبداع والتعبير الحر من خلال الفنون المختلفة مثل الموسيقى والفن البصري والمسرح. كما أن “الشباب العربي يجد في بيروت فرصة لتحدي التقاليد وطرح قضاياهم بحرية”، يقول ذلك الزائر عبدالله علي، وهو مدير في إحدى مدارس بغداد.

يشير إلى أن “بيروت كانت دائماً وجهة للشباب العربي الباحث عن حرية التعبير والفن المختلف. المدينة توفر فضاء يعكس التنوع الثقافي والفكري، مما يجعلها مصدرًا للإلهام. في بيروت، يمكن للشباب أن يجدوا فرصة للتعبير عن أنفسهم من خلال الفنون المختلفة، سواء كان ذلك في الموسيقى، الفنون البصرية، أو حتى المسرح”. وفقًا لعبدالله، تبرز بيروت كمنصة حيوية للشباب العربي لتقديم أعمال تجمع بين الأصوات المختلفة وتناقش القضايا الاجتماعية والسياسية بطريقة لم تكن ممكنة في بلدان أخرى.

ميسم عامر، فنانة ثقافية، تؤكد أن “بيروت ليست فقط مركزًا للفن، بل هي أيضًا نقطة انطلاق للعديد من الحركات الشبابية. المدينة توفر مساحة آمنة للشباب للتعبير عن قلقهم وهواجسهم، مما يعزز من قدرتهم على التكيف مع تحديات العالم المعاصر”. حسب ميسم، فإن التنوع في بيروت لا يتوقف عند الفن فقط، بل يمتد ليشمل المسرح والسينما، حيث يتم تسليط الضوء على قضايا تتعلق بالحرية الشخصية وحقوق المرأة. من خلال هذه المساحات، يتعلم الشباب كيف يكونون جزءًا من حركات اجتماعية وفنية، وكيف يمكن للفن أن يكون وسيلة قوية للتغيير الاجتماعي.

وتقول انها شاركت في العديد من المعارض الفنية ببيروت والتقت بفانين استوحت منهم أفكارا إبداعية جديدة لم تكن تفكر بها، وتضيف: “الفنون لم تعد مجرد وسيلة للتسلية، بل أصبحت أداة للتعبير عن الذات وتحدي النظم التقليدية. الشباب العربي في هذه المدينة يتعلمون كيف يستخدمون الفنون كوسيلة للتفكير النقدي والتعبير عن أنفسهم بطرق جديدة ومؤثرة”. وترى ان بيروت توفر فضاءً للشباب ليكونوا جزءًا من حركة أكبر، حيث يمكنهم مناقشة مسائل الهوية والحرية بطريقة تختلف عن الأجيال السابقة”. وصفت ذلك بأنه تفكير “خارج الصندوق كأن أفكارهم تأتي من الفضاء”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top