نبأ مشرق
في ندوة حوارية نظمها معرض العراق الدولي للكتاب، أدار فيها الإعلامي عمار البرهان نقاشًا مع محمد النجار، رئيس صندوق العراق للتنمية، حول التحديات الاقتصادية التي تواجه العراق وخطط الصندوق لتحقيق التنمية المستدامة.
أوضح النجار أن العراق عانى لعقود من الحروب والحصار، ما أدى إلى توقف النمو الاقتصادي منذ الثمانينيات، وخسارة رأس المال البشري نتيجة الحروب المتكررة. وأشار إلى أن البلاد شهدت تراجعًا كبيرًا في قطاعات أساسية مثل التعليم والصحة، بينما كان العالم يتقدم بخطوات واسعة من خلال ثورتي التكنولوجيا والإنترنت. هذا التأخر جعل الأنظمة الإدارية العراقية تبدو وكأنها عالقة في الماضي، في وقت باتت فيه دول أخرى تعيش عصرًا اقتصاديًا وتقنيًا متقدمًا.
تحدث النجار عن تأسيس صندوق العراق للتنمية كخطوة لإعادة بناء الاقتصاد الوطني على أسس جديدة. الصندوق، الذي يهدف إلى خلق نظام اقتصادي متكامل، يسعى لتحريك الأموال المجمّدة وتوظيفها في مشاريع استثمارية تسهم في تنشيط السوق وخلق فرص عمل للشباب، الذين يشكلون أكثر من نصف المجتمع العراقي. كما يهدف الصندوق إلى تطوير القطاع الخاص وجعله شريكًا فاعلًا في المشاريع الاقتصادية، فضلًا عن تنويع مصادر الاقتصاد بعيدًا عن الاعتماد التقليدي على النفط.
وأوضح النجار أن الصندوق يعمل على تنمية مستدامة من خلال مشاريع استراتيجية تركز على تدريب الكوادر المحلية وتطوير المهارات المهنية. وشدد على أهمية دعم الشباب العراقي وتشجيعهم على دخول سوق العمل من خلال المشاريع الصغيرة والمتوسطة، إضافة إلى إيجاد حلول فعالة لأزمة السكن عبر تقديم قروض ميسّرة. اختتم النجار حديثه بالتأكيد على أن الصندوق ليس مجرد أداة مالية، بل يمثل رؤية اقتصادية تهدف إلى دفع العراق نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا، يعتمد على تنمية الموارد البشرية واستثمارها في مشاريع تحقق نموًا مستدامًا يعكس تطلعات الشعب العراقي.