عامر مؤيد
صحيح، ان الدورة الماضية لمعرض العراق الدولي للكتاب، كانت تحمل اسم فلسطين وفي هذه النسخة فان اسم لبنان حاضرا، لكن للكوفية الفلسطينية جانب مختلف لا علاقة بأي شيء اخر، هي الان اصبحت رمزاً يرفعه الجميع معلنا موقفه الكبير من القضية الفلسطينية بشكل عام.
وما أن تدخل معرض العراق الدولي للكتاب حتى تصادف الكثير من زواره بأعمارهم كافة يتجولون بين قاعاته وساحاته وهم يرتدون الكوفية الفلسطينية.
جاء اعتبار الكوفية الفلسطينية، رمزا للمقاومة خلال ثلاثينيات القرن العشرين، انتشرت منذ بدء العدوان الإسرائيلي في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بين المؤيدين للفلسطينيين ونشطاء حقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم، تعبيرا منهم على رفضهم للعدوان الإسرائيلي.
سالي سمير – تقول لـ(ملحق المدى) وهي ترتدي الكوفية بصحبة أفراد عائلتها الذين يرتدون جميعهم الكوفية الفلسطينية، “تربينا وكبرنا ونحن نحمل القضية الفلسطينية، لأن معاناة الشعب الفلسطيني هي جرح بداخل كل عراقي يؤمن بالوطن والعدالة”.
واضافت سمير ان “ارتداء الكوفية، بالتأكيد دلالة للوقوف مع الشعب اللبناني ايضا، فالعدو واحد والقضية واحدة وارتداءها هو اعلان الموقف”.
حكاية الكوفية بلونها الأبيض ونقوشها السوداء تعود إلى ثلاثينيات القرن العشرين، حينما تلثم بها الثوار خلال الثورة التي قادها الشيخ عز الدين القسام لمقاومة القوات البريطانية والعصابات الصهيونية، كي لا تظهر ملامحهم. وعندما حظرت سلطات الاحتلال البريطاني الكوفية، بدأ جميع الفلسطينيين في ارتدائها لجعل التعرّف على الثوار أكثر صعوبة، فباتت رمزًا نضاليًا جامعًا لكل أبناء الشعب على امتداد الجغرافيا الفلسطينية.
وتشير سالي الى ان “معرض العراق الدولي للكتاب فرصة جماهيرية عراقية كبيرة للإعلان عن هذا التضامن الذي انطلق بصحبة الكتاب والثقافة والفن”.
ولأن الكوفية الفلسطينية من أشكال الحفاظ على الهوية الثقافية للشعب الفلسطيني، فأنهم عادة ما يطلقون عليها تسميات عديدة، منها “الشماغ”، و”غطاء الرأس”، كما وباتت تعتبر بعد شيوع ارتداؤها بحسب الكاتب والأكاديمي اثير ناظم.
يقول ناظم ان “ارتداء “الشماغ” أو الكوفية مثلت للكثير من الذين يثورون على واقع أوطانهم السيئة وسيلة معبرة عن الاحتجاج والرفض، فنجد هذه الكوفية بعيدا عن اللون المختار لها ترافق التظاهرات والاحتجاجات الساعية للتغير”.
ويضيف ناظم الذي هو من عشاق القراءة وزوار معرض العراق الدولي للكتاب، إن ” اختيار الكوفية لتكون رمزا ثقافية مهما وحاضرا بالتزامن مع ما يحدث بشكل عام حول القضية الفلسطينية، هي من الأمور الواعية التي تؤكد على حقيقة مفادها إن السياسة تتداخل وتتشابك مع الثقافة، وأنهما لا ينفصلان أبد، وأن الشعوب الواعية ثقافيا بالضرورة هي واعية سياسيا”.
اما سما رائد، فتقول انها “انبهرت ر من فكرة استخدام الكوفية الفلسطينية وكيف أنها تغطي الجدران والمداخل في النسخة الماضية، واليوم بعد التضامن مع لبنان رأينا ايضا استمرارا للكوفية من قبل بعض الشباب في ارتداءها فالقضية واحدة وهي فلسطين”.
وتبين ان “النفس الوطني العام يشير الى التضامن مع قضايا الشعوب في مساعيهم بنية الحرية الكاملة وايقاف الحرب والقتل الذي صار في دول كثيرة ولكن لبنان وفلسطين هي أبرزها وبالتالي، فان التضامن واجب على الجميع”.