زين يوسف
الندوات النقاشية مستمرة في معرض العراق الدولي للكتاب حيث أقيمت مساء اليوم السابع للمعرض ندوة بعنوان “أهمية النقد الاجتماعي في تنمية الفكر الإنساني”، تحدث فيها الأستاذ غالب الشابندر والدكتور محمد حسين الرفاعي وحاور الضيفان الدكتور احمد حميد.
الشابندر تحدث عن التفكير النقدي قائلا ان “النقد عملية تقييم وتقويم واحيانا كملة النقد عندما تتبادر الى الذهن يقترن بها معنى التجريح ويقترن بها عمل ينصب على اظهار السلبيات في الظاهرة الاجتماعية او النص الادبي او في العملية السياسية وهذا في الحقيقة هو السائد فعندما نقول على سبيل المثال اننا نريد انتقاد التجربة السياسية في بلد معين او عمل ادبي معين هو الناقد يذهب الى النص او الى هذه التجربة ويحاول جهد الإمكان ان يكشف عن عيوب هذه التجربة وعن نواقصها وسلبياتها وربما أحيانا يعمل على اختلاق سلبيات من لاشيء وهنا يتحول من عمل نقدي الى عمل تجريحي”.
وأضاف ان “البديل هو ان أي تجربة او أي نص او حالة سياسية او أي ظاهرة اجتماعية إذا أردنا ان ننقدها ينبغي ان نسلط الضوء على البعدين، البعد السلبي والبعد الإيجابي ونحاول ان نبرز ما فيها من حسنٍ وما فيها من قبح حسب تصورنا، فعندما تعتمد هذه العملية النقدية على هذين الركنين تصبح عملية جدلية وعملية معطاءة وتحول النقد من عملية انتقاص او حتى من عملية عجائبية وثأرية الى عملية إيجابية وإثرائية”.
من جانبه تحدث الرفاعي عن الاختلاف في تعريف النقد مبينا ان “هناك أهمية وضرورة للتمييز بين الانتقاد بوصفه موقفا سلبيا من واقعة او حادثة او موضوع معين وبين النقد بوصفه معرفة، والنقد بوصفه معرفة هو الذي أسس الحضارة التي نحن نعيش فيها وهذه الحضارة منذ عصر الحداثة ومنذ النقد الجذري الذي قام على البنى المجتمعية المختلفة في المجتمعات قبل الحداثية او في مجتمعات القرون الوسطى هي التي أدت الى وجود عصر الانسان او عصر العقل وعصر الفلسفة الحديثة، بالتالي ان اول ما يجب ان نفهمه ونعيه هو ان النقد شي والانتقاد شيء اخر، والنقد هو بناء معرفي يسهم دائما في تطور المجتمعات وفي تطور الإنساني وبالتالي يسهم في تطور الاقتصاد والثقافة والسياسة”. عن اختلاف النقد بين عصر واخر بين الرفاعي ان “هناك فرق في النقد بين عصر واخر لان النقد من حيث انه معرفة مأخوذ باجابات العصر نفسه عن ثلاث تساؤلات معا في وحدة واحدة وهي التساؤل المرتبط بماهية المعرفة بوصفه تساؤلا عن فكرة الموضوع وفكرة المنهجية في المعرفة والتساؤل الثاني هو تساؤل عن بنية المعرفة بوصفه تساؤل مرتبط بالمكونات الأساسية في المعرفة والمكون الثالث هو المكون المعرفي النقدي وهو ذلك الموقف للمعرفة من اجل ان تفهم كيفية فهم موضوعها ومنهجها وبالتالي تبنى كيفيات مختلفة لفهم منهجها”.