عبود فؤاد
تشومسكي الذي يعتبر بأنه أهم مفكر حي واب اللسانيات الحديث، والمعروف بعدائه لـ”إسرائيل” وممارساتها والدعم الأمريكي لها،تشومسكي وهو اليهودي المعروف، أحد أكثر المفكّرين تأثيراً في العصر الحديث، ومن الأصوات الثقافية الأيقونية، التي لها بُعدها السياسي “المقدس”.
تمَّ تصنيفه في المرتبةِ الثامنة بين أكثر الأشخاص الذين يتمُّ الاستشهاد بهم في التاريخ، مع أرسطو، وشكسبير، وماركس، وأفلاطون وفرويد. يقول إنه كان لا يستطيع إلقاء محاضرة بالجامعة عن الصراع العربي الإسرائيلي إلا في حماية الشرطة، لخطورة ذلك عليه من مؤيدي “إسرائيل”، لكن الأمور تغيرت الآن بسبب تغير النظرة الشعبية لـ”إسرائيل” وتراجع تأييدها بين الشباب الأمريكي.
تشومسكي غير مرحب به في “إسرائيل” التي منعته من دخول الضفة الغربية في فلسطين عام 2010، بعد ساعات من التوقيف والانتظار والاستجواب من السلطات الأمنية الإسرائيلية، بأوامر من وزارة الداخلية الإسرائيلية.
كانت قضية فلسطين جزءاً من قضايا العالم التي تبناها تشومسكي، فهو ساند حركة الطلاب الاحتجاجية العام 1968، واعتُقل مرات عديدة، إذ أدرجه الرئيس الأميركي آنذاك ريتشارد نيكسون ضمن لائحة “أعداء البلاد”. مع نشر مقال “مسؤولية المثقفين” قبل أكثر من نصف قرن، ظهر تشومسكي في الساحة السياسية الأميركية بصفته أحد كبار منتقدي الحرب في فيتنام. وُصِف المقال بأنه “أكثر قطعة مؤثرة في الأدب المناهض للحرب” في فترة حرب فيتنام.
كتاب “عن فلسطين” الصادر حديثا في ترجمة عربية عن منشورات جدل المشاركة في معرض العراق بدورته الخامسة، يأتي بين كتب الساعة لأنه يتضمن رؤى اثنين من أنزه المفكرين الغربيين الذين تأتي القضية الفلسطينية بين اهتماماتهما المركزية وهما نعوم تشومسكي وإيلان بابيه، ولأنهما في هذا البحث والحوار المتبادل بينهما لا يكتفيان بماضي وتاريخ القضية، بل يمتد ما يتناولانه لطرح حلول أو معالجات للقضية الفلسطينية بناء على تحليل النزاع داخل المجتمع الإسرائيلي وصراعاته الطبقية من جهة.
بدقة وتشريح دقيق للقضية يذهبان في الكتاب إلى منطقة قد تكون منسية، غائبة، يغوصان في المشاكل والحلول، من خلال استعراض مقاربة بين الحالتين الجنوب إفريقية والفلسطينية، بوصفهما قضيتا صراع ضد الإمبريالية وأنظمة الفصل العنصري، من جهة أخرى.