عبود فؤاد
“في لبنان قد يلد الحجر، أو يجعلكِ تلدِين” هكذا هي بعض القصص التي تروى عن “حجر الحبلى”، أكبر حجر في العالم، الموجود في بعلبك.
استدعى معرض العراق بدورته الخامسة رموز لبنان من شجرة الأرز إلى حجر الحبلى، دعماً لهم، وتعبيراً على ان بغداد وبيروت مرآة واحدة للأخرى.
في بوابات دخول المعرض هناك حجر يستقبل الزوار يذكرنا بمدينة “بعلبك” اللبنانية.
تسمية هذا الحجر بـ” الحبلى” ارتبطت بقصص وروايات مختلفة لعلّ أكثر تلك الشائعات شيوعاً هي أن الحجر يمنح المرأة العقيم قدرة الإنجاب.
يوجد الحجر في مدينة بعلبك اللبنانية، وهو يعدّ أكبر حجر منحوت عُرف في التاريخ القديم.
كان يُستخدم الحجر في الحقبة الرومانية، لقطع الحجارة التي بنيت فيها الأبنية الضخمة وأبرزها معابد بعلبك.
يبلغ طول هذا الحجر 21 م، ويصل متوسط عرضه 4,08 م، وارتفاعه 4.2 م فيما يصل وزنه إلى نحو 1000 طن.
تجدر الإشارة إلى أن حجر الحبلى الذي يقع على مقربة من قلعة بعلبك، هو حجر كلسي منحوت باليد في كتلة صخرية ضخمة ما تزال أرومته السفلى متصلة بها. وتشير دراسات البعثات التي عملت في الموقع إلى أن “حجارة هياكل قلعة بعلبك التاريخية مأخوذة من مقالع صخرية حول المدينة، أحدها الموقع الذي يحتضن حجر الحبلى، ومقلعا الكيال ــــ الشراونة”.
أما فيما خص التسمية، فيرجح بعض المعمرين من أبناء المدينة أن يكون في التلة التي يوجد فيها موقع حجر الحبلى، مقام صغير لـ”الشيخ عبدالله” (التلة التي تحمل اسمه وفيها ثكنة الجيش اللبناني)، وأن الحوامل كنّ يقصدنه من أجل النذورات، والتماس البركة بالحمل من قبل العاقرات، وكن يعرّجن في مسيرهن إلى المقام، إلى على الحجر للاستراحة في ظله، وقد شهد مع الزمن حالات ولادة عديدة لبعضهن، ومذ ذلك الوقت أطلق عليه حجر الحبلى.
يمكن مشاهدة هذه الأحجار الضخمة على شكل “تريليتون”، وهي عبارة عن مجموعة من ثلاثة أحجار عملاقة مستلقية أفقيًا، تشكل جزءًا من قاعدة معبد جوبيتر، ولقد قُصّب هذا الحجر في أرضه ولم يتم اقتلاعه من مكانه، ولا يمكن انتشاله اليوم لأنه ملتصق بالصخر تحت الأرض.
استدعى ادونيس هذا الحجر بقصيدته “الأحجار” يقول: “حَجَرٌ يحمي نهد الحبلى/حَجَرٌ يَسْكَرْ/يترنّح في أهداب الشاعرْ/ويصير يمامَهْ/ترقد في أهداب الشّاعر/حجَرٌ يسهَرْ/ويصير ستائر/تتدلّى حول جبين الشّاعر/ويصير غمامه