زين يوسف
في احدى الندوات الادبية ضمن منهاج معرض العراق الدولي للكتاب في يومه الرابع استضافت قاعة الندوات ندوة بعنوان “لقاء مع كاتب رعب اذكار الموت”، تحدث فيها الكاتب المصري حسن الجندي وأدار الندوة الدكتور أحمد الظفيري.
عن بدايات الجندي تحدث قائلا ان “بداية كتابة الرواية بالنسبة لي كانت بعمر صغير لكني لم اكن وحدي بل كنا مجموعة من الاصدقاء نتشارك نفس الشغف ونريد ان نكتب روايات وكل واحد فينا اتجه لطريق ونجه فيه، لكن الصعوبة تكمن اني كنت أحاول ان اقنع دار نشر وانا صغير السن بان ينشروا لي رواية وكنت أحاول تقديم نوع جديد من الادب وهو ادب رواية الرعب، وكان متعارف في ذلك الوقت على ان الرعب نوع من أنواع قصص الأطفال وفكرة رواية او قصة طويلة تتحدث عن الرعب بقصة درامية كانت مرفوضة جدا والجميع ينصحني ان اقدم ادب حجمه صغير او قصص أطفال لكني كنت شابا صغيرا وكانت لدي القدرة على التحمل والمحاولة اكثر”.
وأضاف ان “الكاتب احمد خالد توفيق كان يعطينا شعور بالأمل وباننا من الممكن ان نقدم شيئا جيدا وكان ينصحنا بالمحاولة مرارا وتكرارا الى ان نصل الى نوع من الادب نراه يستحق القراءة، لكن من جانب اخر في بدايتي كنت متأثرا بالتراث العربي والمصري في الخوف والرعب وكنت دائما كطفل اشعر اني خائفا وأخاف من أشياء لا اجدها في الروايات العربية وكنت أتمنى ان اكتب عن الأشياء التي أخاف منها وارى نفسي مدفوعا بفكرة التراث، والامثلة على تلك الأشياء الجن والغول واشياء أخرى لذلك انا اعتقد اننا نستلهم الأشياء مما حولنا ونكتب عنها”.
عن سوق رواية الرعب وعدم انتشاره في كل البلدان العربية تحدث الجندي مؤكداً ان “حين يفشل الانسان في تحقيق بعض أحلامه يتجه تلقائيا للقراءة في العالم الخيالي وحين يفشل أكثر يتجه لعوالم خيالة من الرعب وخصوصا في عالمنا العربي، اما في العالم الغربي فقد اخرجوا مخاوفهم بشكل خيال علمي في فترة الخمسينات من القرن السابق حين شعروا بالخوف من الاتحاد السوفيتي فأنتجوا أفلاما عن الغزو وانهم يشعرون ان يوما ما سيتم غزوهم”.
ويضيف ان “في العالم العربي الخيال يعتمد على تفريغ الطاقة السلبية بشكل كائنات تعيش في عالمنا ولا نراها وعلى سبيل المثال كل شاعر قديما كان له شيطان والعرب في رأيي يميلون أكثر الى قراءة ادب الرعب أكثر من غيرهم واعتقد ان البلدان التي تزدهر فيها مبيعات ادب الرعب هي البلدان التي يواجه فيها الانسان مشاكله التي تتعلق بأسئلة لم يجد لها إجابات”.
أما عن استيعاب الأوساط الاكاديمية لهذا الجنس من الادب قال الجندي “في وقتنا الحالي يحاول الكثير من الناس اخبارنا بان لا وجود لأدب الرعب وان هذا الجنس من الادب مجرد موضة وستنتهي وكل عام يقولون ذلك ولكن انا أرى بأن هذا الجنس الادبي هو فن موجود والأجيال القادمة ستكون أفضل من هذا الجيل في كتابة ادب الرعب”. تحدث الجندي أيضا عن روايته اذكار الموت قائلا ان “رواية اذكار الموت تتحدث عن فلسفة بسيطة وهي الوحش الذي اصنعه ومن ثم أستطيع تدميره ومع الوقت اصنع وحش اخر واكتشف انني صنعت وحشا اقوى ولست قادرا على تدميره وهذا نوع من أنواع أدب الرعب الجرائمي ويعتمد على الجريمة كأساس لبناء الاحداث والرعب في داخلها خاص بالأرواح وتحضير الأرواح ونوع من القلق الذي يصيب الابطال والقارئ يتابع هذا القلق ومع الوقت يشعر بالخوف والقلق على ابطاله في الرواية”.