0%

رحلة الشباب مع العمل التطوعي: تجارب ملهمة من معرض الكتاب

تبارك عبد المجيد

مع إشراقة كل صباح جديد، يتحول معرض العراق الدولي للكتاب إلى خلية نحل لا تهدأ، حيث تشكّل الفرق التطوعية القلب النابض الذي يضخ الحيوية في أروقة المعرض، بدءًا من مداخل الباحات الخارجية وحتى أعماق قاعات العرض. هذه الفرق، بوجوهها البشوشة وابتساماتها المشرقة، تجعل من المعرض أكثر من مجرد مساحة لعرض الكتب؛ إنها منصة نابضة بالحياة تتيح للشباب والمجتمع فرصة للمشاركة الفاعلة وصقل مهاراتهم.

منذ انطلاقته قبل خمسة مواسم، كان المتطوعون جزءًا لا يتجزأ من نجاح المعرض، ومع كل موسم يثبتون حضورهم البهي في تنظيم الفعاليات وإثراء التجربة الثقافية للزوار. تجاربهم الفردية تكشف جوانب مشرقة من أدوارهم وتحدياتهم.

رحمة عبد الرحمن، إحدى المتطوعات الشابات، تحدثت بحماس عن رحلتها في المعرض قائلة: “كانت تجربتي مليئة بالتحديات والإثارة. أعمل في اللجنة التنظيمية، حيث توليت مسؤولية استقبال الزوار ومساعدتهم في الوصول الى الدور التي جاءوا من أجلها. كان التواصل مع جمهور متنوع من مختلف الأعمار والاهتمامات هو الجزء الأبرز والأكثر إلهامًا بالنسبة لي. تعلمت كيف يمكن للكلمة الطيبة أن تفتح الأبواب، وكيف يمكن للتواصل الصحيح أن يخلق انطباعًا إيجابيًا يدوم طويلاً. أشعر بالفخر لأنني ساهمت في نجاح هذا الحدث الثقافي العظيم، وأعتبره منصة رائعة لتبادل الأفكار والتعرف على الثقافات المختلفة”، وذكرت انها في السابق كانت تأتي للمعرض كزائرة، وهذا ما حفزها للتطوع في هذا الحدث الثقافي.

أما صفا منذر، المتطوعة في اللجنة التنظيمية التي تشع شغفًا بالكتب والأنشطة الثقافية، فقد شاركت تجربتها قائلة:”منذ اللحظة الأولى لقبولي كمتطوعة، شعرت بالحماس لأكون جزءًا من هذا الحدث الكبير.. عملنا كفريق واحد لنضمن أن تسير الأمور بسلاسة. تعاملت مع كتّاب وزوار من مختلف أنحاء العراق، ما أتاح لي فرصة لا تقدر بثمن للتعلم واكتساب مهارات تنظيمية وفكرية جديدة. أكثر ما أدهشني هو الاهتمام الكبير الذي أبداه الشباب العراقيون بالمعرفة وحرصهم على الاطلاع على أحدث الإصدارات الثقافية”، وأكدت ان سبب التطوع يعود الى حبها لمساعدة الناس.

من جهته، تحدث قائد فريق المتطوعين، بارق الذي كان متطوعا في معرض الكتاب منذ الموسم الاول، قائلاً: “كانت مشاركتي في التنظيم والاستعداد ا تجربة غنية جدًا. رأيت عن قرب كيف يتفاعل الناس مع الفعاليات الثقافية بشغف كبير، وكيف يتحول النقاش إلى نافذة تفتح آفاقًا جديدة من الفكر والتعلم. أضافت هذه التجربة الكثير إلى معرفتي بثقافة بلدي، وخلقت لي فرصة للعمل مع مجموعة من المثقفين الذين أقدرهم”.

في كل زاوية من المعرض، نجد أثرًا واضحًا لجهود هؤلاء المتطوعين، فهم الذين يحملون شُعلة الإبداع والتعاون، ليصنعوا من المعرض تجربة نابضة بالحياة، تتجاوز فكرة عرض الكتب إلى بناء مجتمع متماسك، يحتفي بالثقافة والعلم كوسيلة لبناء المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top