هنالك مشكلة كبيرة في الدعاية عن بغداد
فلسطين دائما تضيف لأي إنسان وكل من ينتمي إلى فلسطين وقضيتها هو الفائز
على الشباب العربي إيجاد خط سياسي بعيد عن الانتماءات والتطبيل
زين يوسف
في ختام اليوم الثالث وبحضور جماهيري غصت به قاعة الندوات والباحة الخارجية للمعرض التقى الاعلامي المصري يوسف حسين مقدم برنامج “جو شو”، مع الجمهور العراقي في حوار مفتوح قدمه فيه الإعلامي والشاعر احمد هندي تحدث يوسف مع الجمهور عن برنامجه وما يقدمه من مواد تخص الشأن المصري والعربي.
تحدث يوسف عن زيارته لبغداد وعن التشابه الذي لاحظه بين بغداد والقاهرة ومدى سعادته لوجوده لأول مرة في العراق وقدم شكره للشعب العراقي لحسن الاستقبال.
عن تناول برنامجه للوضع العراقي تحدث يوسف قائلا “عندما يعمل أحد ما في الاعلام يجب ان يكون لديه الوعي الكافي لاي معلومة وتفصيلة يقولها خصوصا عندما يناقش الشأن السياسي وبالتحديد عندما يناقش الوضع السياسي العراقي المعقد جدا، أضف لذلك أنى مصري وعندما اتحدث عن العراق التعليق الأول الذي يصلني وما شأنك انت لكن لحسن الحظ انا بالتحديد لم تصلني تعليقات سلبية وانما جميعها كانت إيجابية”.
وأضاف “كانت بدايتي من القراءة وكنت اقرأ الكتب التي يقرأها أبي ومن ثم بدأت اقرأ لاحمد خالد توفيق ونجيب محفوظ وبهاء طاهر والروايات على وجه التحديد هي التي قربني من القراءة وشجعتني على القراءة ولكن القراءة الكثيرة للكتاب الساخرين هي التي اعطتني مخيلة اتاحت لي القدرة على طرح الموضوع السياسي بشكل غير مباشر وتتقبله الناس”.
تحدث يوسف عن الوقت الذي فكر فيه بتناول الشأن العراقي حيث قال “بدأت اتناول الشأن السياسي العراقي عندما آمنت برفضي لحدود “سايكس – بيكو”، شعرت حينها ان العراق هو بلدي وبلاد الشام وبلاد المغرب العربي كل هذه البلاد هي بلدي كما هي مصر بلدي، شعرت حينها ان همنا واحد ومصيرنا واحد”.
وأكد ان “في البرنامج فريق اعداد كبير جدا يتابع بشكل دائم الوضع العربي بشكل عام ومن ضمنها الوضع العراقي وعندما نرى موضوع يستحق المناقشة نقوم بتناوله في البرنامج وانا متابع جيد نوعا ما للشأن العراقي واتابع أحيانا البرامج العراقية الساخرة للاطلاع على مجريات الوضع”.
بالعودة الى بغداد وزيارة يوسف لها تحدث قائلا ان “هناك مشكلة في الدعاية الإعلامية عن العراق عموما وبغداد تحديدا وذلك بسبب الحرب والاستبداد والفساد والصور السلبية الأخرى التي تخرج من خلال الاعلام، بالتالي هنالك صورة نمطية عن العراق تصل لنا نحن العرب، لكن حين قررت زيارة بغداد كنت قد تحدثت مع العديد من الأصدقاء وبينوا لي صورة أخرى تماما عما يظهر في الاعلام، لكن يجب على الحكومة ان تعمل على تحسين هذه الصورة وعلى الشعب أيضا لان العراق مهد الحضارات ويستحق أكثر بكثير مما هو عليه الان”.
عن ابتكار خط جديد للشباب بعيدا عن التطبيل للأحزاب السياسية او الوقوف بموقف متطرف من السياسة قال يوسف ان “هذا الامر كان سببا لنزوح الكثير من الناس من السياسة وذلك بسبب الاتهامات التي تطالهم بأنهم اما مع الجهة الفلانية او عدو متطرف لهم، وانا دائما أقول ان هناك فاصل بسيط بين ان تكون في المعارضة او أنك تتمنى الشر لبلدك وهذا الموضوع حساس جدا وأحيانا يقع اشخاص في هذا الامر بلا عمد”.
وأكد ان “على كل شخص ان يكون لديه وعي كبير جدا في الاعلام وكيف تقوم بطرح رسالتك الإعلامية من اجل ان لا يتم تصنيفك على جهة معينة، من جهة أخرى الدكتاتور من اهم الأشياء لديه هو تصنيفك من اجل ان يعرف كيف يقمعك والتفرقة دائما هي سلاح أي محتل او دكتاتور، لذلك عليك ان لا تسمح له بتصنيفك على جهة معينة، والتجربة هي من تصنع الخط الثالث، وعلى سبيل المثال لو كنت شاعر او كاتب او اعلامي او صانع محتوى وكانت لديك تجربة عليك ان تطرحها وتستمر في طرحها في هذه الحالة ستجبر الجميع على متابعتك والتعاون معك”.
ولا يمكن ان ينتهي الحوار دون الحديث عن الحدث الأبرز في الوطن العربي وهي فلسيطن والقضية الفلسطينية وما يتعرض له هذا الشعب الصامد من إبادة جماعية من قبل الكيان الصهيوني، يوسف الذي تبنى هذه القضية في برنامجه طوال عام كامل تحدث قائلا ان “فلسطين دائما تضيف لاي انسان ومن يكون مع فلسطين وقضيتها سيكون دائما هو الفائز، وأريد ان أقول في الحقيقة انا في هذه الفترة مهزوم نفسيا واعلاميا وجئت الى العراق لاستمد القوة من هذا الشعب المقاوم الذي طرد الاحتلال”.
وأضاف “لا أجد شيئا أقوله بعد عام من المجازر على اهل غزة، لكن صدقا نحن نحتاج الى الوعي لأننا اليوم بدأنا نسمع اخبار استشهاد أهلنا في غزة كأخبار عادية ولا نتفاجأ وانما لو سمعنا مثلا ان الجيوش العربية تتحرك لتحرير فلسطين فذلك سيكون ضرب من الخيال، وانا لا اطلب من أحد ان يقاوم لكن على الأقل يجب على الجيل ان يحمل هذه القضية وفي اقل تقدير نعلم الأطفال ما هي فلسطين، لذلك انا اليوم جئت للعراق لا تأكد اني انسان عاقل ولست مجنونا لأني أرى ان العراق لازال يحمل القضية الفلسطينية ويدافع عنها”.
وأكد يوسف ان “الاحتلال ليس العدو الوحيد وانما هناك جهات كثيرة تقف بجانبه ولو كان لوحده فلا اعتقد ان يكون له وجود اليوم، ولا اتحدث عن أمريكا فقط وانما لا ابالغ ان قلت ان هناك ارادة عربية موافقة بقدر ما على ما يفعله هذا الاحتلال وتؤيده فيما يفعله في غزة وكانوا فرحين بما حدث من حرب في لبنان، واليوم نرى قنوات إخبارية عربية مع الاحتلال وتنقل رواية الاحتلال وتطبع معهم وتستضيف اشخاص يمدحون الاحتلال وكل هذا تحت مسمى حرية التعبير وهو الشيء الذي لا نمتلكه في بلادنا العربية”.
وفي الختام أجاب يوسف على العديد من أسئلة الجمهور الذي غصت به قاعة الندوات.