تبارك عبد المجيد
شهد اليوم الرابع من فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب جلسة نقاشية ثرية تناولت موضوع الكتابة الإبداعية النسوية، بمشاركة نخبة من الأدباء والكاتبات: الكاتب والروائي أ. علي البدر، وأ. انتصار الميالي، وأ. رتاج خليل إبراهيم، وأ. مريم علي العكيلي. أدار النقاش الكاتبة والإعلامية أ. هدية حسين.
تحدثت الكاتبة انتصار الميالي عن رحلتها الأدبية التي بدأت من خلال تدريب إبداعي في كتابة القصة القصيرة نظمته مؤسسة المدى بالتعاون مع معهد غوته. أوضحت أن أغلب كتاباتها مستوحاة من ذكريات الطفولة والماضي، فضلاً عن بحثها في الحقائق، حيث تعتمد على الفكرة المختصرة والفولكلور كمصادر إلهام أساسية. واعتبرت أن الفلكلور يشكل قوة دافعة قادرة على التأثير في الأدب الإبداعي.
أما الكاتبة رتاج خليل إبراهيم، فأكدت أهمية استلهام شخصياتها من الواقع، ولكنها تضيف إليها صفات غرائبية تمنحها لمسة مميزة تضفي على القصة طابع الغرابة. وترى أن حتى الشخصيات الخيالية يمكن أن تُستلهم من الواقع، عبر استمداد صفاتها الإنسانية من مواقف حقيقية أو ملموسة.
تناولت الكاتبة مريم علي العكيلي مفهوم الابتكار في الكتابة، مشيرة إلى أن الخيال يلعب دورًا أساسيًا في استحضار الأماكن والأزمنة. تقول العكيلي إنها تسعى لنقل القارئ إلى بيئة حية، مثل شوارع بغداد وأسواقها، عبر استخدام لغة وصفية مبتكرة تجعل القارئ يعيش الأجواء وكأنها حقيقية. وترى أن الكتابة الإبداعية تتطلب خيالًا يستطيع السفر عبر الزمن والمكان، وأشارت إلى انها تستخدم الخيال، كطريقة لزيارة الأماكن التي تود زيارتها.
أثار الكاتب علي البدر تساؤلًا محوريًا: هل يمكن تعليم الكتابة الإبداعية؟، موضحًا أن الرأي السائد قديمًا كان يربط الكتابة بالموهبة الفطرية، إلا أن التعليم والممارسة يمكن أن يطورا أي موهبة. ولفت إلى أن مفهوم تعليم الكتابة الإبداعية متطور جدًا في الغرب، حيث تُدرَّس في الجامعات كمادة تجمع بين القواعد الأدبية والتقنيات الحديثة التي تُساعد الكُتاب على صقل مهاراتهم.
أضاف البدر أن الأدب العربي قديمًا كان يكتب بشكل عشوائي، ولكن مع تطور الزمن ظهرت ورش عمل وأدوات تعليمية لتدريس الكتابة الروائية والقصصية. وأكد أن الإبداع يتطلب معرفة دقيقة بالقواعد الأساسية ليتمكن الكاتب من كسرها وابتكار أسلوبه الخاص.
خُتم النقاش بالحديث عن أنواع الأعمال الأدبية، حيث أشار المتحدثون إلى أهمية التوازن بين استلهام الواقع وإعادة تخيله في الأعمال الإبداعية. وأوضح البدر أن هناك أدبًا وثائقيًا يعتمد على شخصيات حقيقية، كما في الروايات التاريخية التي تُبنى على أحداث واقعية، أو الروايات التي تستلهم وقائع مثل الجرائم وتحورها لتتناسب مع سياق روائي جديد.
الرواية الشهيرة الجريمة والعقاب، على سبيل المثال، وُلدت من أحداث واقعية، إلا أن الكاتب دوستويفسكي أضاف لها لمسته الإبداعية لتصبح واحدة من أعظم الأعمال الأدبية.