نبأ مشرق
لطالما شكّل لبنان رمزًا من رموز الثقافة والإبداع في العالم العربي، حيث ارتبط اسمه بمدن نابضة بالحياة وأسماء صنعت مجد الأدب والفن على مر العصور. وبالرغم من الأزمات التي مر بها، لا يزال لبنان حاضرًا في ذاكرة المثقفين العرب، ومصدر إلهام دائم للأقلام العراقية التي ترى فيه فضاءً ثقافيًا مميزًا لا يمكن تعويضه.
رئيس اتحاد أدباء العراق، علي الفواز، في حديثه لـ(ملحق المدى) أشاد بالمكانة الثقافية التي يحتلها لبنان، قائلاً: “لبنان يمثل قصة مدن متألقة وأسماء عظيمة ارتبطت بصناعة الأدب والثقافة عبر التاريخ. بيروت، بكل تفاصيلها، كانت وستظل رمزًا للإبداع والهوية الثقافية التي لا تنطفئ. استعادة لبنان لعافيته اليوم ليست فقط أمنية بل ضرورة للحفاظ على هذا الإرث الثقافي العظيم”.
وأشار الفواز إلى أهمية بناء جسور التواصل بين المدن الثقافية الحية مثل بغداد وبيروت، قائلاً: “بغداد، رغم كل التحديات، لا تزال مدينة نابضة بالحياة، قادرة على بناء علاقات معرفية وثقافية مع فضاءات أخرى كلبنان. الثقافة تبقى الرابط الأساسي الذي يوحّد الشعوب ويُبقي ذاكرتهم متقدة، ولبنان أحد أعمدتها الرئيسية”.
وفي السياق ذاته، تحدث الملحن العراقي محمد هادي عن العلاقة التاريخية التي تربط الفنانين العراقيين ببيروت، خلال حديثه لـ(ملحق المدى)، “بيروت ليست مجرد مدينة شقيقة، بل مصدر إلهام لكل فنان ومبدع. زرتها أكثر من خمس مرات، ولمست عن قرب جمال شعبها، ذوقه الرفيع، وحضارته العريقة. إنها مدينة ألهمت الكثير من الفنانين العراقيين الذين وجدوا فيها بيئة حاضنة لأعمالهم”.
وأشار هادي إلى أن بيروت كانت منصة انطلاق للعديد من الأسماء العراقية الكبيرة، مثل كاظم الساهر وماجد المهندس، قائلاً: “بيروت لم تكن يومًا مجرد مدينة، بل فضاءً يمد الفنانين بالدعم والإلهام. لكن الأزمات التي عصفت بها أثرت بشكل كبير على دورها كمركز إشعاع ثقافي وفني، ومع ذلك أنا على ثقة أنها ستنهض مجددًا كما عهدناها”.
وختم هادي حديثه برسالة دعم للبنان، قائلاً: “هذا البلد الجميل يستحق الأمن والسلام، فهو جزء أساسي من ذاكرة الأمة الثقافية. علينا الوقوف إلى جانبه ليبقى مصدرًا للإبداع والإلهام الذي لطالما ألهم العراقيين والعرب”.
بهذه الكلمات، يسلط المثقفون العراقيون الضوء على عمق العلاقة الثقافية بين العراق ولبنان، تلك العلاقة التي تتجاوز حدود المكان والزمان لتجمع بين شعوب تنبض بالإبداع، وتؤمن بأن الثقافة هي الرابط الأسمى الذي يوحّد الأمم.