بسام عبد الرزاق
تصوير : محمود رؤوف
اقام منبر العقل التابع للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق ضمن منهاج الندوات في معرض العراق الدولي للكتاب، ندوة بعنوان «الديمقراطية.. قراءة في صلاحية المشروع وجدواه»، ضيفت د. علي المرهج رئيس قسم الفلسفة في الجامعة المستنصرية ود. حيدر ناظم استاذ الفلسفة المساعد في الجامعة المستنصرية.
د. علي المرهج قال ان «الحديث عن الديمقراطية يتسع ويطول وصعب ان تعطي فكرة محددة لهذا المفهوم وتطوراته، واحاول ان اتناوله بوصف حلو لكنه ليس الحل الناجع لجميع التحولات في الثقافة العراقية والحياة الاجتماعية، ونستطيع ان نقول ان هناك انواعا من الديمقراطية وتطبيقاتها قد تكون غير صالحة في كل المجتمعات”.
واضاف ان “العراق مجتمع عانى من ظلم الاستبداد لفترات طويلة وبالتالي ان تأتي بالديمقراطية وكأنها وجبة جاهزة لتنشأ في مجتمع لا يعي تحولات الديمقراطية ولم يكن طرفا في هذه التحولات، لربما هناك مفكرون اسلاميون حاولوا قراءة النص الديني على انه نص يجمع بين نزعة ديمقراطية ونزعة دينية وبالتالي محاولة قراءة الديمقراطية من داخل الدين كما فعل الاشتراكيون حينما قرأوا مجموعة من النصوص التراثية وحتى النصوص المقدسة على انها تتساوق مع فكرة الاشتراكية وبحثوا عن جذور لها في شخصيات او ظواهر معينة، كأن يكون النظر للامام علي وابو ذر الغفاري كنماذج للاشتراكية”.
وذكر انه “ايضا هناك من نظر للديمقراطية على امكانية ان يكون الدين محايدا تجاه السلطة والسياسة، أمثال محمد اركون ونصر حامد ابو زيد”.
من جانبه قال د. حيدر ناظم، ان “النظام الديمقراطي نشأ على اساس الصراع بين مفهومين، المفهوم الاول هو تعزيز النزعة الذاتية والتي دافعت عنها الحركة السفسطائية مقابل افلاطون ورفض النظام الديمقراطي الذي كان يريد الحفاظ على الثبات داخل المجتمع الاثيني، ومتعلق بان يمارس كل فرد ما هو مؤهل له طبيعيا”.
وتابع ان “ارسطو اعتبر النظام الديمقراطي هو افضل وربما اسوأ نظام في نفس الوقت من الممكن ان يطبق كنظام حكم للمجتمعات البشرية الحاضرة آنذاك، بالتالي يحل مشاكل كثيرة أكثر من الانظمة الباقية التي كانت معروفة.
يقول سبينوزا، او اقول بالنيابة عنه، ان المواطن هو مواطن مقدار ما يبذله من جهد لا ينفصل فيه عن كونه مواطنا، بالتالي هوية اي شيء او اي نظام مرهونة بمقدور ما يبذله من جهد في ارض الواقع لكي يحقق هويته وهذا ينطبق على النظام الديمقراطي”.
وذكر ان “المشكلة التي نواجهها في العراق مزدوجة، الشق الاول يتعلق بان المجتمع العراقي خرج من نظام شمولي دكتاتوري بابشع الصور وهذا النظام يعمل على ابتلاع الحزب والحزب بدوره يبتلع المجتمع وعندما يسقط هذا النظام تسقط الدولة معه، وبعد 2003 بدأنا بمرحلة تأسيسية جديدة وكانت القوات الامريكية مسؤولة عن انشاء بنية جديدة للدولة العراقية، وواجهنا مشكلة متعلقة بطبيعة المجتمع العراقي حيث كان تاريخ كثير من الصراعات والحروب الاهلية للاستحواذ على هذا المجتمع قديما وحديثا”.