تصوير محمود رؤوف
شهدت ارض معرض العراق الدولي للكتاب، انعقاد ندوة مفتوحة مع الحضور، تحت عنوان «جيل الستينيات في العراق: ماذا تبقى من الروح الحية والموجة الصاخبة «، تحدث فيها كل من الكاتب شجاع العاني والناقد الادبي مالك المطلبي، وادار الجلسة الاستاذ سلمان الكاصد.
وتناولت الندوة الحديث عمما تبقى من الادباء في الحقبة الخمسينية المتمثلة بالروح الحية والحقبة الستينية المتمثلة بالموجة الصاخبة، وهل هذا الصراع كان نابعا من مفاهيم ادبية ام ايديولوجية؟
وابتدأت الجلسة بحديث الدكتور شجاع العاني عن الاسهامات الادبية والشعرية لجيل الخمسينيات وكيف كان تطور القصة وحداثتها في ذاك الجيل.
ويذكر ان «جيل الخمسينيات ولد في أحضان الحركة الوطنية العراقية، حيث نجد عند محمود أحمد السيد نجد، كتابات واقعية وكتب وروايات عن الواقعية الاشتراكية أو ما تسمى بالواقعية الجديدة».
ويسترسل «العقد الستيني شهد جيله عمليات تجريب وتحديث للقصة العراقية تحديدا»، مضيفا انهم «كانوا دائما يرددون عبارة «نحن جيل بلا أستاذة»، بمعنى نحن بلا معلمين، وتعتبر شتيمة هذه العبارة في وقتها».
وفي السؤال عما حقق الادباء في حركة الشعر بفترة الستينيات، تحدث الدكتور مالك المطلبي، ذاكرا «نعاني من سوء فهم للمصطلحات وكان لمصطلح «جيل» نصيب من سوء الفهم هذا»، طارحا سؤلا مضمونه «هل الزمن يتحكم بالنص او ان النص هو من يتحكم بالزمن؟».
ويضيف ان «الاجابة على هذا التساؤل سيؤدي الى الوصول الى مصطلح منهجي واضح»، منوها الى انه «من المهم ان تكون هناك مراقبة للتحولات داخل حركة التاريخ، ونفس الشيء حركة الشعر من خلال مراقبة انعطافاتها والى أي اتجاه ذاهبة، مع ضرورة غض البصر عن من أي جيل هي».
وعن الرأي بكتاب الروح الحية لفاضل العزاوي والموجة الصاخبة لسامي مهدي قال « انها تمثل كل شيء الا ان تكون ضمن الادب والشعر».
وعن السبب أوضح ان «الروح الحية كتبها فاضل العزاوي من منظور ايديولوجي بحت، كأنه يقدم بحثا يساريا ضد توجه اليمين».
واظهر تساؤل اخر، هل يتم تقويم الشاعر وفق شعره أو سلوك حياته؟ هل نحاكم سامي مهدي على سجله السياسي أم شعره وإنتاجه النصي؟
وبالإجابة ذكر انه «لا يمكن الغاء حياته ولا يمكن الغاء مسيرته الادبية، ان هذه التساؤلات ولدت فريقين منهم من ينادي بقطع الاوصال ومنهم من يمجد فيها».
وفي سياق الحديث قدم مدير الجلسة سلمان الكاصد مداخلة، قال فيها ان «البيان الشعري كتبه اربعة شعراء التقوا في نصوصه، مشكلين رؤية شعرية وليست أيديولوجية، كون ان الاربعة اشخاص يملكون توجهات مختلفة».
وبدوره بين العاني ان «الجيل من الحقبة الخمسينية بقي منهم الكثير من النتاج الادبي على عكس الجيل في الحقبة الستينية»، مضيفا ان «الروح الحية باقية والموجة الصاخبة انتهت».