الدحيح في إطلالة جديدة على جمهور معرض الكتاب: قراءة الكتب جعلتني أكتشف عالماً غريباً يبدأ بالذرة وينتهي بالعالم المرئي الكبير

اطل الباحث وصانع المحتوى المصري احمد الغندور الشهير بـ”الدحيح” على الجمهور الكبير في معرض العراق الدولي للكتاب، متحدثا عن رحلته المثيرة في عالم صناعة المحتوى، وبعد صعوده المسرح الخارجي تجمع مئات المعجبين حوله، وقال في اول اطلالته انه لم يتعرض لهذا الاستقبال من قبل، “وهذا تحد صعب جدا، وانا اشكركم على هذا التواجد”.

وقال الدحيح “انا مدين للكتب لانها سبب كل ما حصل في حياتي فيما بعد، وهي عصارة شخص جلس يفكر في موضوع وصاغه وحوله الى مادة ونستطيع العودة اليها في اي وقت، في هذه الفترة تواجه الكتب تحديا كبيرا، جيفري بيزوس المؤسس لشركة أمازون، كان دائما يتكلم مع الكتّاب ويقول لهم انتم لا تنافسون كتّاب آخرين، بل تنافسون تيك توك وفيسبوك وتويتر ويوتيوب وهذا تحد للكتب لا يتعلق بان هناك اناس يعملون كتب غير جيدة او جيدة، التحدي الحقيقي التسلية، وعلى سبيل المثال نحن الان متواجدون في بغداد ولا نحتاج الى نار او اغراق للكتب وبامكانك فقط ان تصنع وسيلة للتسلية افضل من الكتب وبالتالي تستطيع القضاء على الكتب”. واكمل الغندور انه “احاول الان ان آخذكم الى رحلتي الفكرية والتي لا اعتبرها رحلة عميقة، والكتب هي التي فتحت عقلي على العالم، كنت في طفولتي لدي اشياء اريد ان اصنعها في حياتي من بينها العاب الـ”gaim”  وكان اول كتاب قرأته في حياتي هو رواية، صحيح ان هذا الكتاب لم يكن مؤثرا ككتاب، لكن اهميته انه جعلني اقرأ اول كتاب كامل في حياتي وهذا جعلني اشعر بحماس كبير لقراءة الكتب، وشعرت بحماس للاستمرار بالقراءة”. واضاف انه “من اوائل الكتب التي وقعت عليها يدي كان للكاتب “روبرت كيوساكي” وكان مهما جدا في وقتها لاني كنت طالبا في المرحلة الثانوية، وكان اهلنا يعلمونا انه لا بد ان تصبح مهندسا او طبيبا او اي شيء جيد اخر، لكن هذا الكتاب كان يتحدث عن ضرورة الذهاب ابعد من هذا الامر وان لا تعمل من اجل الحصول على الاموال، على الاقل في مرحلة معينة، وهذه كانت فكرة الاستثمار، ان تعمل في شيء يمكن ان لا تحبه لكن تحصل على مقابل مادي وتقوم باستثمار هذه الاموال وتبقى هذه الاموال مدورة وتصنع لك اموالا اخرى وانت في البيت، احببت هذه فكرة الكتاب، في وقتها”.

وذكر انه “بعدها بدأت بقراءة العديد من الكتب، من بينها موجز تاريخ الوقت للكاتب ستيفن هوبكينغ وكتب اخرى وبدأت هذه الكتب تؤثر فيّ واكتشفت فجأة ان هناك اشياء نأخذها في المدرسة واشياء نعيش معها بشكل يومي وهناك اشياء العلماء يفكرون بها وهي بعيدة جدا عن كل هذا، ومنها ميكانيك الكم والتي تتحدث عن الاشياء التي هي اصغر من الذرة وتبدأ بمشاهدة احداث تحصل في هذا العالم الغريب، اشياء ممكن ان تكون موجودة في مكانين بنفس الوقت، وكانت هذه الاشياء بالنسبة لي، كمراهق، كانت افكار ملهمة فالعالم من حولي يتكلم بشكل والفيزياء النظرية تحصل فيها اشياء مختلفة تماما، وايضا تجد عنصرا تاريخيا او قصة حين تسمع عن النسبية وتكتشف ماذا تعني اهمية شخص اسمه أينشتاين والذي يعتبر اشهر عالم موجود، وهذا الامر كان بالنسبة لي شيئا مبهرا، انه يوجد اناس تفكر في معادلة وهذه المعادلة تستطيع وصف كل شيء من اصغر حاجة في الذرة الى اكبر حاجة في الكون المرئي