0%

مقاهي أيام الأبيض والأسود ودورها الكبير بالتطور الاجتماعي والثقافي في العراق

زين يوسف
تصوير” محمود رؤوف

على ارض معرض العراق الدولي للكتاب أقيمت ندوة بعنوان «مقاهي ايام الابيض والاسود»، تحدث فيها صاحب مقهى الشابندر التراثي الحاج محمد الخشالي والباحث التراثي عادل العرداوي وأدار الندوة رفعت عبد الرزاق.

واستهل مدير الجلسة الندوة بمقدمة عن تاريخ المقاهي في بغداد قال فيها ان «المؤرخين الذين كتبوا عن التاريخ في هذا المجال ذكروا ان اول مقهى فتح عام 1590، أي في العهد العثماني الاول يوم كان والي بغداد جغالة زاده (سنان باشا) وهذا الرجل ترك العديد من المواقع التي اصبحت فيما بعد مواقع تراثية».

وعن بداية ادارته لمقهى الشابندر عام 1963 تحدث الحاج محمد الخشالي قائلا ان «مقهى الشابندر بني عام 1904 من قبل محمد سعيد الشاهبندر وفي حينها كان مطبعة الشاهبندر وليس مقهى ايضا وكانت تضاهي في ذلك الوقت مطبعة مدحت باشا، بعد دخول بريطانيا الى بغداد نفي محمد سعيد الى خارج البلاد وبعد عودته الى البلاد حول المطبعة الى مقهى الشاهبندر عام 1917، واستأجرها منه رجل من الموصل وهو حميد صفو وبقي فيها حتى عام 1944 وجاء بعده امين جدوع واستمر فيها الى عام 1962 وانتقلت ادارتها الي عام 1963 ولاحظت ان المقاهي العامة ومقهى الشاهبندر  تلعب فيها الدومينو والطاولي فرفعت هذه الالعاب من المقهى وأصبح مكانا للثقافة والمثقفين».

وأضاف ان «أي سائح يصل بغداد تكون وجهته شارع المتنبي ومقهى الشابندر وهناك يجد الشاعر والاديب والمثقف والطبيب ويتعرف على كل ابناء هذا الشعب، بالاضافة الى الاماكن التراثية، وكما قيل ان هذا الشارع كان قبلة لكل من يقصد العلم، واصبح هذا المقهى بالتحديد رمزا للعراق وماضيه الزاهر».

وذكر انه «في عام 2007 انفجرت سيارة مفخخة في باب المقهى راح ضحيتها 68 انسان، وهدم جزء كبير من المقهى وراح ضحية لهذا الفعل الآثم 4 من أولادي بالاضافة الى حفيدي، وبعدها بمساعدة امانة العاصمة اعدنا بناء المقهى كما كان وبقي رمزا تراثيا بغداديا الى يومنا هذا».

الخبير التراثي عادل العرداوي ذكر ان «هذه المقاهي تعتبر منتديات اجتماعية وترويحية ايضا ونحن في امانة بغداد ساهمنا بالحفاظ على تلك المقاهي وخصوصا مقهى الشابندر كما فعلنا سابقا مع مقهى الزهاوي، ولامانة بغداد علاقة وثيقة مع مقاهي بغداد منذ زمن بعيد وفي السبعينيات على وجه التحديد قامت الامانة بتوزيع جهاز التلفاز على مقاهي بغداد في جانبي الكرخ والرصافة».

وبين العرداوي ان «ما يميز هذه المقاهي، وخصوصا مقهى الشابندر، انك عندما تذهب ستجد في المقهى الطبيب والاديب والمحامي والمعمم وشيخ العشيرة وتعتبر ملتقى لجميع اطياف الشعب من كل مدنه ومحافظاته، اضف الى ذلك ان شارع المتنبي خصوصا بعد فتحه ليلا اصبح ملتقى للعوائل البغدادية التي تحاول الخروج من ملل الحياة الروتينية».

وذكر ان «امانة بغداد أسست رابطة باسم «رابطة المقاهي التراثية في العراق»، وكانت لنا فعاليات منها في مدينة هيت والاخرى في كفري، ولكن لا ننسى ان هناك فوضى في المقاهي الصغيرة المنتشرة في الاحياء والازقة الصغيرة نحاول السيطرة عليها دائما».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top