زين يوسف
تصوير: محمود رؤوف
للفن حصة من ندوات معرض العراق للكتاب حيث عقدت هذه المرة ندوة بعنوان «مقامات الفن في جرامافون الابيض والاسود» تحدث فيها الدكتور عبد الله المشهداني والباحث الموسيقي طه غريب والباحث الموسيقي المختص بالغناء العراقي حيدر شاكر وادار الجلسة الاعلامي رفعت عبد الرزاق.
تحدث مدير الجلسة عن زمن العراق الجميل قائلا «لا شك ان الموسيقى التراثية العراقية التي تقدم كثيرا الى الناس هي موضع اعجاب المستمعين لها ولاسيما من طبقة الشباب العراقيين رغم الموجة العارمة من الاغاني الصاخبة التي تميز الاغنية الشبابية الحديثة ولكن الاقبال على سماع اغاني المقام الجميلة ظاهرة ملفتة يمكن التنبه لها».
وعن أصل المقام العراقي ومشاكله تحدث المشهداني قائلا «في الاساس الاغنية البغدادية لم تكن موجودة في العراق لغاية عام 1929 انما كان هناك المقام العراقي، قراءة هيكليات المقام العراقية و»البسته»، والبسته عبارة عن ايجاد مذهب بلحن معين وباقي الاغصان عبارة عن دارميات، اذن في عام 1929 عندما فكرت المطربة سليمة باشا مراد واوصلت للاستاذ القبنجي فكرة ان هذه البستات لم تعد مهمة لدى الحضور والمستمعين وعليه وجدت صيغة الاغنية».
وبين ان «الاغنية البغدادية التي اعتُمدت والتي اوجدها صالح الكويتي كانت من اجل ترويض اذان المستمع عن طريق المقام العراقي وبدأ الامر باغاني «كلبك صخر جلمود ما حن عليه، خدري الجاي خدري، ويا نبعة الريحان»، وقال الكويتي في وقتها انه الف بعض الاغاني البسيطة من اجل الانتقال بالمستمع من الاغاني البسيطة الى المركبة».
وعن تأسيس الاغنية العراقية تحدث حيدر شاكر ذاكرا ان «الحديث عن الاغنية العراقية بكل تفاصيلها من مقام وأغنية بغدادية وأطوار ريفية والمربع والغناء البدوي هو عبارة عن قصص مازلنا نقرأها ونستفيد من هؤلاء الناس الذين صنعوا لنا الجمال الغنائي».
وأضاف «لابد من ان نستذكر الملا عثمان الموصلي الذي يعد المؤسس الحقيقي للاغنية العراقية، حيث عندما نذكر اغنية «زوروا قبر الحبيب مرة» وايضا «اشكر بشامه»، تلك الاعمال مازالت في ذاكرة الفرد العراقي والعربي وهذا الرجل يجب ان يكون له تمثال في مدينة بغداد»، كونه من الاسماء المهمة التي يعلم بقيمتها المتذوق العراقي والمثقف الموسيقي».
طه شبيب قدم نموذجا من المقام العراقي للحضور وتحدث عن ذلك بالقول ان «الاغنية العراقية سابقا كانت لها مواصفات واي مستمع يتعرف عليها بسهولة من خلال هذه المواصفات، وعلى سبيل المثال فان الاغنية الموصلية لها خصوصية كذا الامر مع الاغنية الريفية والاغنية البغدادية لان كلامها وايقاعها بغدادي».
وذكر ان «الاغاني كانت تؤرخ لاحداث كبيرة ومهمة خصوصا في حياة الناس، وعلى سبيل المثال أرخت للصراع بين الادباء في ذلك الوقت من خلال الاغاني ومثال ذلك «بنيه بت بيوت كصت شعرها على المودة تمشي دلوع وعافت سترها»، وغيرها الكثير من الامثلة».