0%

كامران يروي قصة “سنجار” مع الكتاب في فترة داعش التشجيع على مبادرة استعارة الكتاب وتداوله

حارث رسمي الهيتي
تصوير محمود رؤوف

في واحدة من الجلسات الحوارية التي تقام على قاعة الندوات كانت هناك مناقشة لاهمية التشجيع على مبادرات استعارة الكتاب وتداوله، وادارها الإعلامي عماد الشرع وضيّف فيها السيد كامران كمال والسيد سجاد صالح من قلعة صالح.

الشرع الذي استهل الجلسة بالحديث عما اسماه السحر مبيناً انه “ما ان نمسك بالكتاب فجأة نشعر وكأنه مركبة تأخذنا بعيداً في فضاء المعرفة، بالقرب من هذا السحر هناك ظاهرة مهمة تناقلتها الأجيال وهي استعارة الكتاب حتى ان البعض ومهما كان لديه من مكتبة كبيرة وتحتوي على عناوين مهمة وكبيرة، لكنه يعشق ان يبقى الكتاب يعيش حالة الاستعارة والتناقل بين الأصدقاء والمعارف. وكأنها صلة تواصل وتوصيل يراد لها ان لا تتوقف بين الأصدقاء والاحبة والثقافات”..

كامران كمال القادم من سنجار الى معرض العراق الدولي للكتاب بدورته الثانية يحدثنا عن تجربته حول استعارة الكتاب، وتأتي أهمية تواجده هنا في المعرض لنقل صورة أخرى عن سنجار غير تلك التي ترسخت في اذهاننا عن السبي وجرائم تنظيم داعش، متحدثا عن تجربته قائلا “ما ان دخل تنظيم داعش الى سنجار ونزح أهلها باعداد كبيرة من المنطقة باتجاه كردستان وهناك بدأت الحياة الصعبة في المخيمات، حيث تعاني العوائل من الضغط النفسي الكبير والخطير في الآن ذاته، من هناك ومع ظروفي الشخصية القاسية انطلقت الفكرة، حيث اني امتلك عددا قليلا من الكتب لا تتعدى 10 كتب جمعتها من الأصدقاء والاحبة قرأتها في البداية وقمت من خلال منصات التواصل الاجتماعي بشرحها وكتبت اعلانا بأن هذه الكتب من الممكن استعارتها ووضعت في هاشتاك رقم الخيمة التي اسكنها ورقم القاطع، من خلال هذه المبادرة وبعد شهرين تقريباً وصل عدد الكتب في المكتبة الى حدود 200 كتاب في السنة الأولى لي في المخيم، وحولت الخيمة الى شبه مكتبة خلال الأربع سنوات التي عشتها في المخيم، تحولت خيمتي الى مكتبة كبيرة للاستعارة، ويرتادها كثير وبمختلف الفئات الموجودة في المخيم الذي أعيش فيه او في المخيمات القريبة”.

ويضيف كامران “كنت أرى التغير الذي يحصل في المخيم على مستوى الوعي والاهتمام بالكتاب عن طريق خيمتي او ما اسميناه مكتبة المخيم، من هنا انطلق الحلم بأني حال عودتي الى مدينتي سنجار سافتح مكتبة، وسنجار لا تحتوي على أي مكتبة اطلاقاً منذ نظام صدام حسين الى اليوم. في عام 2019 عدت الى سنجار، الى بيتي المهدم تماماً وحدي وشيدت لي غرفة واحدة بعد ان رفضت عائلتي العودة لعدم استطاعتها آنذاك، وسكنت هناك، وأطلقت حملة لجمع الكتب داخل القضاء والمحافظة عموماً، وهناك الكثير ممن تجاوب معي بالتبرع بالكتب او المبالغ المادية، والغريب ان التبرعات وصلتني من كثير من المحافظات العراقية ومن اشخاص لا اعرفهم اصلاً. اليوم وبعد ان حصلت على قطعة ارض من البلدية داخل متنزه عام المكتبة فيها كثير من الكتب وبمختلف العناوين وفيها تقريباً جلسة أدبية ومعرفية كل أسبوع”.

بينما سجاد من منطقة قلعة صالح يتحدث عن فكرة الاستعارة هناك يقول “شخصياً موضوع استعارة الكتب بدأت عندي قبل فترة دخولي مرحلة الجامعة بكثير، لدينا في البيت مكتبة لوالدي ومنها دخلت عالم الكتب والقراءة، وكان عندي صديق هو من اعارني اول كتاب قرأته، وبدأت بعدها بشراء الكتب بعد ان احسست فعلاَ بالتغيير الذي اصابني نتيجة ذلك ومن هنا تولدت لدي قناعة ان اعطي للآخرين كتاباً ومنه يتعرفون على عالم الكتب، فدخولي الجامعة، ساعدني على الترويج للكتب في كلية العلوم في جامعة البصرة”.

ويضيف سجاد “بعد التخرج التقيت بمجموعة من مدينتي قلعة صالح، كانت لديهم فكرة مهرجان ثقافي، دخلت معهم في هذا المشروع، تكرر الموضوع كل فترة، وبدأنا نحفز على الموضوع اكثر خاصة توزيع كتبنا الشخصية وفكرة استعارة الكتاب، هناك عطش للقراءة وللمعرفة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top