بسام عبد الرزاق
بعينين كسولتين منذ الولادة، وقسوة الوضع وعدم الاكتراث، اسدلت ستارة الرؤيا لديه، لكنه اختار ان يقضي حياته وهو يتعلم، متعلقا بما توفره الايام من تسهيلات لاشباع رغباته، والتي استدارت به نحو القراءة والمعرفة والفكر والثقافة، على رغم الصعوبات التي استمرت تلاحقه بسبب فقدان البصر، وانعدام التعامل مع المطبوعات الورقية، وندرة تلك التي يتعامل معها حسيا.
كانت محاولة ايقاف “م.ع” وهو مكفوف، اثناء تجواله بين اجنحة الكتب، فيها نوع من الازعاج، سيما وانه وعبر صديق له، كان يبحث عن عناوين لكتب معينة، وبعد ان انتهى بحثه وتوجه الى حدائق معرض العراق الدولي للكتاب واستقر فيها استطعنا الحديث معه.
يقول “م.ع” مفضلا عدم ذكر اسمه، انه “مهتم بالدراسات الفلسفية والآداب لاسيما الروايات، لكنه يجد صعوبة في الحصول على كل ما يرغب به او تلك العناوين المتوفرة لدى دور النشر، واحيانا يحصل على نسخ صوتية مدمجة لكنها قليلة جدا”.
ويذكر ان “بعض المكتبات قامت بتوفير كتب للمكفوفين لكنها قليلا ما تشارك في معارض الكتب، وان دور النشر لا تهتم بالكتب من هذا النوع ولا تقوم بطباعتها”.
ويوضح ان “لديه اصدقاء ايضا من المكفوفين لديهم ذات الاهتمام بالقراءة والاطلاع على الكتب، وهم يستعينون باصدقاء آخرين يقومون بدورهم بقراءة الكتب لهم عن طريق جلسات جماعية، وان الامر اصبح مشوقا بالنسبة لهم، خاصة وان الحياة عادت الى طبيعتها في الفترة الماضية، بعد ازمة فايروس كورونا، واستطاعوا استئناف حلقات القراءة التي يقومون بها”.
ويدعو “م.ع” الى الاهتمام بتوفير كتب المكفوفين ودعمها من قبل الدولة، وهناك دول في المنطقة وضعت تخصيصات جيدة لهذا الامر، كون هذه الكتب تجد صعبوة في منافسة الاصدارات العادية من ناحية العائدات المالية، وتكون عبئا ماليا على اصحاب المكتبات ودور النشر المشاركة في المعارض.
وتعد طريقة “برايل”، نظام للكتابة والقراءة الخاص بالمكفوفين وضعاف البصر، يقوم على تجسيد الحروف على ورق خاص بنقاط ناتئة أو مقعرة يُمكن تحسسها باللمس، ويعبر عن كل حرف بتشكيلة من النقاط البارزة تُطبع على الورقة بفضل ريشة خاصة تعرف بريشة برايل.