حارث رسمي الهيتي
تصوير: محمود رؤوف
في يومه الثالث، معرض العراق الدولي للكتاب استذكر الناقد والأديب الراحل الدكتور نجم عبدالله كاظم، عبر جلسة عقدت في قاعة الندوات، أدارها د.عبد العظيم رهيف السلطاني وتحدث فيها الناقد علي حسن الفواز ود.حمزة عليوي.
“حكاية كلكامش تنطبق على الراحل” هكذا وصفه الناقد علي حسن الفواز وأضاف “لا شك ان وقتاً وجيزاً لا يكفي للحديث عن شخصية وقامة معرفية ونقدية واكاديمية كبيرة مثل الأستاذ الدكتور نجم عبدالله كاظم، لكن لا بأس من الحديث وضبطه وفق إشارات سجلتها كي اعطي للرجل حقه، وان هذه الجلسة هي تعبير عن وفاء والتزام بأن الراحلين الذين تركوا أثراً معرفياً وثقافياً ينبغي أن يظلوا داخل المشهد وداخل الفضاء التواصلي الثقافي. لأن المعرفة تأسيس مهم، والمعرفي الذي لا يؤسس لمعرفته هو الذي سيدخل النسيان”.
وأضاف ان “نجم ترك أثراً كبيراً بأكثر من ثلاثين كتاباً في موضوعات مختلفة، حيث شكلت هذه الكتب إضافة مهمة للمكتبة النقدية وللمكتبة العلمية، وهذا الأثر هو الذي يعيدنا الى حكاية كلكامش الذي يقول “ان العمل هو الأثر، ان الإنجاز هو الأثر، وبقاء الانسان هو ما يتركه من أثر لكي يتعلم منه اللاحقون ماذا يعني وماذا يحمل هذا الأثر من قيم ومعارف”. وهذا بالضبط هو ما يميز الدكتور نجم عبدالله”.
وعن تميز الراحل بالمنهجية الدقيقة، اكد الفواز ان “هذه المنهجية في مشروعه الثقافي أعطت له الرصانة والعلمية والدقة والجزالة، وبالتالي كان ما يكتبه الراحل هو مجال يمكن من خلاله أن ندرك أهمية المنهجية في كتابة البحث العلمي وكتابة المادة الثقافية، لاسيما ونحن نحتاج المنهجية ليس لضبط المقولات وضبط المفاهيم، بل نحتاجها لتنظيم وضبط المحتوى”.
نجم عبدالله .. الرجل الجوائزي
علاوة على كل ما تقدم ومن الأشياء التي من الممكن أن نعدها صفات لازمت الراحل، يطلق الفواز عليه صفة الرجل الجوائزي، فالراحل كان حاضراً في اغلب الجوائز العربية وفي لجانها التحكيمية، وهذا ان دل على شيء، انما يدل على ان الجهات الراعية والمعنية والمسؤولة عن الجوائز تدرك أهمية ان يكون هنالك ناقد وعالم وباحث يدرك أهمية الضبط العلمي والضبط المنهجي. كي يكون الحكم علمياً والتقييم دقيقاً ومهنياً. وبالتالي ان تعطى الجائزة لمن يستحق.
ثلاث لقطات.. ثلاث صور جمعتني بأستاذنا الراحل
هكذا عنون د.حمزة عليوي ما سيقدمه عن الراحل، والدكتور حمزة كان قد تتلمذ على يد الراحل نجم عبدالله، “هذه اللقطات أو الصور شكلت حياة كاملة، تذكرني هذه اللحظات الثلاث أو الصور الثلاث بالبيبرات الثلا ث التي كتبها اينيشتاين، وهذه أوردها هنا من باب ان كل قصة العظيم اينيشتاين تختصرها هذه البيبرات الثلاث، الغريب في الأمر ان اللقطة الأولى والثانية تجمعه باستاذنا الراحل د. عبد الإله أحمد، ذات صباح دخلت الى القسم كان امامي د.عبد الاله وهنالك رجل يقف معه، عرفت هذا الرجل من خلال الصور فقد كنا نقرأ له في الثمانينيات، قدمني له استاذي عبد الاله وبطريقته قال له “تلميذي حمزة”، حدثني قائلاً “نحن نقرأ لك ونسمع عن الرسائل التي نشرتها، وهو يقصد الرسائل التي كنت قد أرسلتها الى مجموعة من الروائيين في المنفى اطلب فيها نتاجهم، وكان أحدهم قد نشر هذه الرسالة رغم انها شخصية. بعدها تكررت اللقاءات بأستاذنا الراحل نجم”.
كتبت اطروحتي للدكتوراه في عهد الدكتور نجم عبدالله، ولما انتهيت منها طلب مني إن أحببت ان اضيف اسم الراحل الدكتور عبد الاله احمد وهذا جزء من وفاء الراحل الدكتور نجم عبدالله.
ويكمل عليوي “اختلفت مع الدكتور نجم كثيراً فيما يخص الاطروحة، المفاهيم التي كنت احملها عن قضية المنفى تصطدم مباشرة مع كثير من الأفكار التي يحملها الدكتور نجم عبدالله، انا حملت الانظمة السياسية مسؤولية ظهور المنفى، هو كان يقول لا، القصة ليست بهذه الحدة، الخلاف السياسي حاصل في كل بلد في فرنسا في بريطانيا في أمريكا. مع كل هذا فالراحل كان يناقشني بالقضايا المنهجية لم يعترض على الاطلاق على اية فكرة كتبتها في الاطروحة