زين يوسف
تصوير: محمود رؤوف
في اليوم الثالث من فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب واستكمالا للحوارات الادبية استضافت قاعة الندوات الروائي الكويتي طالب الرفاعي للحديث عن الرواية وعن مسيرته الادبية في جلسة أدارها الناقد أحمد الظفيري.
ابتدأ الرفاعي حديثه بتحية للكاتب والمثقف والفنان العراقي قائلا “للاسف السياسة استطاعت ان تحطم كل جسور الوصل العربي – العربي ولم يبق للمثقف والاديب والروائي والناقد والسينمائي والتشكيلي من مائدة يلتف حولها، انا سعيد ان اكون موجودا هنا، غير ممكن ان نجتمع حول طاولة الان ضمن الظرف العربي البائس الا طاولة الثقافة”.
وأضاف “اقدم تحية للمثقف العراقي، للكاتب العراقي، للفنان العراقي، للسينمائي العراقي للمسرحي العراقي، دولة العراق وضعت لسبب او لآخر تحت ويلات لمدة اربعين سنة في الحقيقة موجعة وقاتلة ومؤلمة ومحطمة”.
وفي سؤال من مدير الجلسة فيما يخص تسويق الكاتب لنفسه وهل يعتبر هذا الامر تقنية يجب ان يجيدها الكاتب لاسيما واننا في الوطن العربي نفتقد الى الوكالات والمؤسسات التي تهتم بصناعة النجم، ذكر الرفاعي “في الحقيقة الكاتب العربي بطل، خاصة وانت تعمل في دولة عربية، فالكاتب احيانا لا يقدر على ايجاد لقمة العيش، دول ليس فيها كهرباء ولا ماء، اقتتال واحتراب وقتل يومي، لذا عندما تجد ضمن هذا الجو هناك من يتعامل بالقراءة والكتابة فهذه بطولة”.
وأضاف “هناك الكثير من الادباء العرب يدفعون المال من اجل ان ينشر ما يكتبون، لذا قضية التسويق للكاتب العربي، للاسف، فيها مشاكل كبيرة، والناشر العربي لا يقوم دائما بدوره، فجزء اساسي من النشر العربي ان الناشر يجب ان يتكفل بتصحيح كامل، وعلى سبيل المثال هناك بعض الكتب تجد في مقدمتها اخطاء نحوية واملائية، النشر مسؤولية، في الغرب انت تقدم كتابك وهم من يعتني بكل التفاصيل”..
ويالحديث عن رواية الرفاعي “خطف الحبيب”، قال ان “خطف الحبيب”، “حدثت لها مشاكل كثيرة، حيث اردت لهذه الرواية ان تكون في بغداد وفي بيروت وان تكون في كل البلدان العربية، كان هناك رفض من بعض الناشرين العرب، وان تنشر الرواية فقط في القاهرة او فقط في المغرب والسبب معروف، القوة الشرائية حاليا موجودة في منطقة الخليج، ولكن هذا ليس ذنبي، لذا قلت لهم انا لا اريد شيئا الكتاب مجانا لكم ولا اريد غير عشرين نسخة وفعلا صدرت الرواية في بغداد، والكويت، وقطر، والبحرين، والامارات وعمان والرياض وفلسطين والقاهرة وتونس والمغرب والخرطوم”.
ويشير الرفاعي إلى منعطف كبير في حياته قائلا “عندما ذهبت الى امريكا في برنامج الكتابة الابداعية، اكتشفت ان في امريكا والغرب هم يعلمون الكتابة الابداعية بوصفها علما، انا في الاساس مهندس مدني، اكتشفت انهم يدرسون الكتابة الابداعية كما تدرس الهندسة والفيزياء والجيولوجيا”.
وفي سؤال من مدير الجلسة عما يخص اجواء الكتابة وهل لدى طالب الرفاعي اوقات واجواء معينة للكتابة؟
قال الرفاعي “ليست لدي طقوس معينة على الاطلاق، لا اريد اي شيء عند الكتابة سوى ان يكون امامي كأس من الماء، انا الان متفرغ في الحقيقة واعمل في بيتي، اكتب في بيتي منذ الصباح وحتى وقت الظهيرة، واقرأ في وقت العصر حتى الليل، وليست لدي اية طقوس خاصة ولا اؤمن بما يقوله بعض الاصدقاء إن عليك أن تضع عطرا حتى تستحضر الجملة التي كنت تعرفها وانا لا اؤمن بذلك”..
وللحديث عن الدراسة، سأل الظفيري عن الاضافة التي حدثت من المهندس طالب للروائي طالب؟
وعن ذلك قال الرفاعي “الهندسة أضافت لي كثيرا، في الحقيقة الكويت دولة مثل اي دولة في الخليج، وهناك الكثير من العمالة العربية والعالمية تأتي الى الكويت سعيا الى الرزق وهذا سعي مشروع جدا وانساني جدا، انا عايشت موت هؤلاء، لذا العمل في الموقع قدم لي صلة حقيقية مع الانسان، وانا في كتابتي اعمل ما يسمى الهيكل واعمل ملفات لكل ابطالي، لذا الهندسة اضافت لي معرفة بالانسان ومعرفة بالبناء الروائي”..