0%

رئيس شبكة الإعلام نبيل جاسم: حرية التعبير بحاجة إلى قوانين

زين يوسف

استمرارا لاقامة الندوات الحوارية في معرض العراق الدولي للكتاب اقيمت ندوة بعنوان “الإعلام العراقي بين حرية التعبير وسلطة المال السياسي”، حاضر فيها الدكتور نبيل جاسم وأدارها الاعلامي عماد الخفاجي.

وفي بداية الجلسة استذكر الاعلامي عماد الخفاجي اول تظاهرة خرجت في بغداد عام 2009 قائلا “منذ 2009 عندما خرجنا في أول تظاهرة في شارع المتنبي والى اليوم هل اصبحنا اقوى ام الآخرين اصبحوا اقوى؟”.

ليجيب الدكتور نبيل جاسم قائلا “الموضوع ملتبس وشائك وانا دائما اقول هناك تغيير سياسي في العراق لكن علاقة الصحافة بالسلطة لم يصبها الكثير من التغيير، الصحافة العراقية كانت تعاني من أمراض كثيرة وأصبحت تعاني من أمراض اكثر، ولكثرة اتساع وتشعب الموضوع احاول ان امسك بأية نقطة حتى ابدأ الحوار، وسأبدأ من سؤالك الاخير، بتقديري أصبح هناك تراجع وليس العكس، بالحقيقة هناك ارتباط وثيق وعضوي ما بين حرية التعبير والمؤسسات الصحفية وما بين رأس المال وهو شريان الحياة لأية مؤسسة صحفية، اعتقد عندما خرجنا في عام 2009 الطبقة السياسية لم تكن قد اكتشفت قوة وسائل الاعلام فبدأت تلتفت الى هذه المسألة، هناك اشتباه كبير والتباس وتداخل في مفهوم اعلام الدولة واعلام الحكومة، وكم سيطرت الحكومات على اعلام الدولة حتى تحوله الى جهاز دعائي لكل حكومة جاءت الى سدة الحكم، وهناك الاعلام الحزبي الممول من الاحزاب، لذا اقول ان حرية التعبير اليوم تعاني والصحافة تراجعت، وواحدة من اخطر الظواهر واهمها في العراق اليوم هي ان تجد صحفيين عراقيين لديهم متبنيات ويعملون في وسائل اعلام تغاير متبنياتهم لكنه يعتبرها مجرد وظيفة”.

واكد جاسم “أن حرية التعبير في العراق مكبلة بالقوانين، انا قلت في بداية الحديث اننا انتقلنا سياسيا، لكن علاقة الصحافة بالسلطة لا تزال مشوهة، لا تزال في كثير من مفاصلها تحب العطايا، ما زلنا نحب الحاكم الذي يغدق، وانا عندما اعترضت قالوا ان نبيل جاسم يربح ولا يريد ان يربح شخص آخر غيره، والحقيقة ان حرية التعبير مقيدة في جوهرها لان السياسي العراقي او صانع القرار لم تكن لديه النية الحقيقية في ان تكون هناك حرية تعبير في البلاد”.

وأضاف “نحن مازلنا نطارَد، لغاية الآن، بقوانين قديمة، هذا اولا، ثانيا تحدثنا عن رأس المال، فغياب التصريح او غياب الجهات بمصادر تمويلها هذا خلل كبير، لذلك اليوم هذه واحدة من الاسباب التي لم نقدر ان نبني بها مؤسسات تتمتع بمصداقية عالية، طالما هناك جهات اقوى من مؤسسات الدولة انت لا تقدر ان تفرض القانون على احد.

وفي سؤال من الخفاجي عن التليفزيون السياسي، وهل مازال يؤثر؟ وبالتحديد على شبكة الاعلام العراقي؟.

يتحدث نبيل جاسم قائلا “الاستاذ كاظم المقدادي لديه جملة مشهورة، يقول إن العراقية كانت في زمن علاوي علاوية وفي زمن الجعفري جعفرية، شبكة الاعلام العراقي عندما تأسست، وانت شاهد على هذه المرحلة، كان قد اريد لها ان تكون شبيهة بتجربة هيئة الاذاعة البريطانية، لكن الاستئثار السياسي، وعدم قدرتنا على ان نؤمن بجوهر الديمقراطية، لم يكن هناك ايمان حقيقي بدور شبكة الاعلام العراقي في ان تكون هيئة بث عام، ولذلك سُيطِر عليها من أية حكومة كانت تأتي وكانت ذراعا دعائيا يستخدم لأية حكومة تأتي”.

وبالعودة الى المال السياسي يسأل الخفاجي عن كيفية السيطرة على المال السياسي بحيث يعطينا متنفسا ومساحة؟.

اجاب رئيس الشبكة انه “خلال عشر سنوات حاولنا ان نعمل مع مجلس النواب من اجل تشريع قوانين ولم ننجح، لذلك اليوم فشلنا فشلا ذريعا في ان نقوم بصياغة اي قانون، انا وانت لدينا حساسية من التنظيم لان التنظيم بالانظمة الشمولية يستخدم للتقييد، ولكن نحن فعلا بحاجة الى تنظيم حقيقي، الى تنظيم التمويل والى تنظيم الحماية والى تنظيم الحق، نحن لسنا بحاجة الى تشريع واحد، في مجال حرية التعبير نحن بحاجة الى سلة قوانين تحمي الحق في الوصول، وتناقش، مسألة التمويل، من أين يأتي؟ وهذا ايضا جزء من حق الجمهور في ان يعرف، وهذا اليوم غير موجود”.

وفي نهاية الندوة فُتحَ باب المداخلات للجمهور فتحدث بكر عبد الحق قائلا إن المال السياسي رهين الاحزاب والاحزاب لديها ايديولوجيات معينة، هل سيأتي يوم ويسحب المال السياسي من القنوات المؤدلجة؟

ليؤكد نبيل جاسم  أن “سيادة القانون بشكل صارم يمكن ان تحد كثيرا من صراع الاجندات وعلى المستوى القريب والمنظور في الواقع العراقي المال السياسي المدور داخليا من خلال الاستفادة من ثروات الدولة العراقية او المال السياسي العابر للحدود، انا لا اتوقع تجفيف هذه المنابع في وقت قريب وسيبقى متدفقا”..

واستمرارا لمداخلات الجمهور الحاضر في قاعة الندوات سأل هيثم علي عن مدى تأثير الكاظمي على شبكة الاعلام العراقي؟

اذ رد جاسم على ذلك بان “شبكة الاعلام لم تكن قناة للدولة بقدر ما كانت أداة بيد الحكومات، تسألني بمعايير اليوم بكل ثقة أقول ان الامر اليوم مختلف تماما، ليس جذريا، حتى نكون واقعيين، لانه في سنة كاملة لا الحكومات ولا نحن في الشبكة نستطيع ان نتحول بين ليلة وضحاها من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، ولكن هل هناك نوع من الاستقلالية في شبكة الاعلام وفي خطابها فأنا اترك ذلك لضميرك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top