بغداد/ يقين عقيل
عدسة/ محمود رؤوف
احتفت خيمة الندوات في معرض العراق الدولي للكتاب بجائزة أوكا لأدب الأطفال في جلسة أدارتها ماس القيسي مع ضيفتها الأستاذة انطلاق محمد علي.
القيسي قدمت في بداية الجلسة نبذة عن أدب الطفل، “ادب الاطفال كما نعلم، لا يمكن العودة به الى التاريخ، او معرفة أصل بداية انطلاق ادب الاطفال قبل اختراع الطباعة، ولكن يقال وحسب مصادر تاريخية، بأن أدب الاطفال يعود الى حكايات وسرديات شعبية وقصائد يرويها الآباء لأبنائهم ومن ثم انطلقت مرحلة تاريخ أدب الاطفال وثقافة الطفولة والمعارف الإنسانية المتعددة والمتعلقة بالاطفال واليافعين والمراهقين، تطورت شيئاً فشيئاً وبعد الطباعة انطلقت في بزخم جديد خلال ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، ومازالت”.
وأضافت القيسي، “تطورت الكتابة للطفل ودخلت مراحل الازدهار واصبح هناك مؤلفون ورسامون وكتاب وفنانون تشكيليون متخصصون بأدب الأطفال يرسمون للطفل، في حين اصبح اواخر القرن التاسع عشر واوائل القرن العشرين العصر الذهبي لهذا النمط من الفنون الادبية، وفي العراق في عشرينيات القرن الماضي كانت الانطلاقة مجلة التلميذ العراقي في ظل العهد الملكي في العراق”.
وتابعت بالقول، ان “الكتابة للطفل تطورت في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي، وفي هذه الفترة تحديداً داخل تاريخ الطفل والطفولة مرحلة التطوير والازدهار، في الستينيات والسبعينيات كانت الانطلاقة مع مجلة “مجلتي” والتي رافقتنا في طفولتنا ثم تأتيها مجلة “المزمار”، لكن عانى هذا النهج من الادب مرحلة الانكسار والتراجع في اوائل الالفية الثالثة التي نعيشها نحن الان”، مشيرة الى ان “هذا الجانب عانى بسبب ظروف اقتصادية وسياسية واجتماعية، لهذا نستضيف اليوم الاستاذة انطلاق محمد في هذه الندوة لتتحدث عن ادب الاطفال وعن الروائيين الذين لم يتم تسليط الضوء عليهم”.
انطلاق محمد هي احد رواد أدب الطفل وكاتبة قصص اطفال من أصل عراقي ولدت في 1963 حاصلة على العديد من الجوائز في المجلات والصحف العربية، وهي مصممة رسوم وكاتبة حاصلة على جوائز دولية أيضاً منها في اليابان وإيران والاردن ولبنان.تحدثت انطلاق محمد عن بدايتها فقد كانت ترسم منذ طفولتها: “في سنة 1981 كانت اول سنة حرب في العراق وقد طلبت الاكاديمية للفنون معدلات لاجتياز الاختبار ولم يكن معدلي مقبولاً رغم اجتيازي لاختبار الاكاديمية”.
وتحدثت محمد بشكل مفصل عن مشروعها الاخير بعد السنوات العديدة والمسابقات التي نجحت بها، لاسيما ان “الامور بعد الحصار والمشاكل التي حدثت ادت على ضعف هذا المجال في العراق تحديداً. ان العراق كان متقدماً ومنافساً جيداً من بين الدول العربية في هذا المجال، نظراً لهذه الظروف توجهت الكوادر الموجودة الى الخارج لدول عربية وأجنبية، وكانت جميعها جهود شخصية مستقلة، انشأت مشروع “أوكا” ليكون مركزا مسؤولا للمعنيين بثقافة الطفل والاسرة، ففكرة مشروع “أوكا” انشاء مكتبة مركزية كبيرة نجمع بها كتب الناشرين العرب لاسيما العراقيين بجميع اشكالها. فيستفيد منها كل من يحتاج لتقديم بحث بخصوص الطفل والطفولة، نظراً لعدم وجود اي مراجع قد يستند اليها الباحث في بحثه”.
وأضافت، “توجهنا لجهات كثيرة، ففتحت (المدى) الباب ليتحول مشروعنا من الموقع الافتراضي على الانترنت الى الواقع، نستطيع الان تقديم اعمالنا وافكارنا وعملنا على انشاء نوع من الاستدامة لاكمال الخطوات التالية”.
واوضحت انطلاق محمد، “من المهم إطلاع الجمهور على “أوكا”، جاءت التسمية من تهيئة كاملة للطفل عبر توفير كل المستلزمات للوصول اليه، اذ يشكل الطفل بالنسبة لي مخلوقا سماويا، حيث يقول العلماء ان الطفل كائن عبقري منذ اليوم الاول حتى بلوغه العام الخامس، ليبدأ العد التنازلي لهذه العبقرية، بسبب الخوف والتردد والقلق الناتج من البيئة المحيطة به، ويتحول بعدها الى نسخة معدلة ومشوهة من الكبار”.
وتشير محمد علي الى انه “في رواية الامير الصغير حينما رسم قبعة، كان يراها قبعة بينما الجميع من حوله لم يروها كذلك، وكانت في الحقيقة الرسمة عبارة عن فيلم تبتلعه افعى، وهذا مثال على ان الطفل عالم، ونحن عالم آخر تماماً، هناك الكثير ممن يطمس خيال الطفل، ويعدم الابداع داخل المخيلة، يستطيع الطفل بالفطرة التكوينية التعلم من خلال اللعب، التعلم على القيم والمبادئ من خلال ممارستها مع اعطائه مساحته الشخصية، ومن اهداف المشروع المستقبلية هي توفير اماكن متعددة للورش والمكتبات الخاصة المعنية بالطفل”.
اضافت انطلاق، “لم يتم توفير كتبي في العراق، فتم اصدار نسخة عراقية داخل العراق بالتعامل مع احد الناشرين الإماراتيين وتم بيعها بمبلغ بسيط جداً، وما ينقص مشروع “أوكا” هو الدعم من المؤسسات، فمثلاً لا توجد دار نشر داخل العراق معنية خاصة بالطفل والطفولة قد يتم إصدار مؤلفات من خلالها خاصة بالطفل، والطفل العراقي تحديداً، يمكن دعم الطفل والكتاب، من خلال شراء كتاب واعطائه لطفل يبيع المناديل الورقية في احد التقاطعات مثلاً، فليس ضروريا ان يكون لديك طفل حتى تشتري الكتب التي تخص الأطفال، فالذين يغيرون العالم هم الافراد فقط وليس الجموع”.