عامر مؤيد
بالتأكيد فان معرض الكتاب، يشكل ظاهرة ثقافية مهمة، وايضا فانه متنفس للكثير من العوائل، والسؤال ماذا يمثل معرض الكتاب، حيث استطلعنا أكثر من رأي حيال هذا الامر.
الاديب والصحفي حسب لله يحيى يبين ان “المهم في كل محفل ثقافي هو القارئ. قارئ به شغف عميق للقراءة، وبه رغبة للتعلم واغناء معرفته واثراء لغته والوقوف عند حكمة وبهاء ومتعة كل كتاب”.
وبين “هناك جمهور كبير في شارع المتنبي كل جمعة، وجمهور كبير في معارض الكتب، وجمهور اخر في مهرجان (انا عراقي انا اقرأ)..
ولكن كل هذه المنابر والمفاتيح الحية للكتاب لا تؤكد على وجود اقبال حقيقي على اقتناء الكتاب وقراءته، ولهذا الجفاء مع الكتاب أسبابه”.
يرى يحيى انه بالرغم من وجود معارض الكتب لكن توفر أحدث الكتب الالكترونية، وانشغال جيل الشباب بالموبايل اضافة الى غلاء اثمان الكتب نسبة الى دخل القراء الجادين، فضلا عن كثرة الطبعات للكتاب الواحد وبخاصة الكتب المترجمة”.
في جانب اخر هناك هموم وحاجات ومشكلات وازمات يواجهها المرء في هذا الوقت تصرفه عن القراءة وتجعله يعد الكتاب والمطبوعات عموما بوصفها حاجة ثانوية امام مشكلات البطالة والبحث عن مصدر لعمل الخريجين وهم النسبة الأكبر من القراء.
يبين يحيى ان ” القراء الحقيقيون؛ كانوا يبحثون عن الكتب ولا يحصلون على الكتب التي تهمهم الا بشق الانفس، كتب ممنوعة وكتب مستنسخة وكتب من المكتبات العامة، هؤلاء باتوا يشكلون القلة في المجتمع العراقي بسبب تقاعدهم واحباطهم”.
الناقد فاضل ثامر يقول لـ(ملحق المدى)، ان “معرض العراق الدولي للكتاب الذي تنظمه مؤسسة المدى للثقافة والإعلام هوّ فرصة كبيرة للاطلاع على أهم وأحدث الإصدارات والمؤلفات والكتب الصادرة حديثا ً والتي نحن بحاجة ماسة إليها للتواصل مع ماهو جديد في مجال النشر والتأليف والترجمة والتي تشكل قوة دافعة ومحفزة للكتاب والمثقفين والقراء لمزيد من الإبداع والانفتاح على المشهد الثقافي العربي والعالمي”.
بينما يؤكد الشاعر البابلي انمار مردان ان “معارض الكتب في الفترة الأخيرة، تعد متنفسًا للقارئ والمثقف من خلال الدور المشاركة والفعاليات التي تحدث على هامش المعرض، وفي هذا العام يعد المعرض من اهم المعارض التي تحدث في العراق”.
ويبين ان “السبب يعزى لنوعية الدور المشاركة والمساهمة، حيث هذا المعرض فسحة جميلة نتنفس فيها رائحة الورق وبضاعة الكتب، في الفترة الأخيرة بدأ الترويج بشكل كبير للكتاب الورقي رغم السطوة الكبيرة للميديا والكتب الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي ، فالكتاب الورقي يدخل صراعًا مريرًا في فترة يهبط وفي فترة أخرى يصعد ، لهذا تعد المعارض هي اداة انتصار للكتاب الورقي من حيث التسويق له من خلال المشاركات لدور النشر وحفلات التوقيع والندوات والجلسات الشعرية ، نحن نطمح كمثقفين أن تستمر هذه الفعاليات النوعية والمختلفة حفاظًا رونق الكتاب ومتعة القراءة”.