حارث رسمي الهيتي
تصوير محمود رؤوف
على قاعة الندوات، وفي اليوم الرابع لانطلاقه، ناقشت ندوة دور الدولة في دعم الكتاب الورقي، تحدث فيها كل من سميرة عاصي رئيس اتحاد الناشرين اللبنانيين، وسعد العنزي مدير معرض الكويت الدولي للكتاب ود.غادة العاملي المدير العام لمؤسسة المدى وادارها الكاتب حسين رشيد.
افتتحت عاصي حديثها بتهنئة مؤسسة المدى لما أسمته نجاح هذا العرس الثقافي، حيث “نكتشف سنة بعد أخرى الاضافات الجميلة التي تقدمها المدى للمشاركين في المعرض، وهذا شيء يدفعنا للاشتراك والاحساس بأن هناك أملا في مستقبل الثقافة في بلداننا. ما شاهدته في بغداد يصعب وصفه”.
واضافت عاصي “نحن في لبنان الدولة لنا كاتحاد ناشرين اجور حجز الارض في المعارض، وهي تدفع فقط لمعرض لندن ومعرض فرانكفورت، ونحن كاتحاد ناشرين نتكفل بالباقي من الديكورات والاستقبال وغيرها وان ميزانية وزارة الثقافة اللبنانية معدومة وهذا يجعلها لا تستطيع شراء كتاب واحد، لذلك يعتمد الناشر اللبناني على المعارض العربية”.
وتابعت قائلة “منذ عشر سنوات ونتيجة الاوضاع الامنية والاقتصادية اصبحت القوة الشرائية للقارئ العربي تعاني من تراجع، وهذا أثر على الكتاب الورقي والنشر بالنهاية، مع ذلك ولولا المعارض العربية فمصير دور النشر هو الاغلاق وان كل ما يخص الكتاب طباعته ونشره وتوزيعه يتم بمجهود شخصي ولا علاقة للدولة فيه”.
وعن تجربة الكويت الخاصة بدعم الكتاب الورقي تحدث سعد العنزي مدير معرض الكويت للكتاب معتبراً ان “تجربة بلاده يتم جني ثمارها الآن”.
وقال ان “الكويت كانت سباقة في تقديم الدعم لعمليات نشر الكتاب، من دعمها للمؤلف الى الناشر، وكل ذلك جاء بعمل مؤسسي لا انفرادي، فالكويت عملت على سن قوانين وثبتتها واصبحت سارية وانا اتحدث عن قانون الدعومات، مثلاً معرض الكويت الدولي للكتاب أقل معرض في العالم العربي من حيث ايجار الاجنحة في المعرض، ولدينا لجان يطلق عليها لجان دعم المؤلفين والكتاب، مهمتها ان يقدم المؤلف الكويتي مشروع كتابه الى هذه اللجنة ويعطى المؤلف تفرغا لمدة سنة كاملة من العمل مدفوعة الراتب لغرض انهاء البحث، وتقدم منحة قدرها 5000 دولار على حسب انجاز المؤلف للكتاب وفق الخطة التي تقدمها له اللجنة. وبعد الانتهاء تقدم اللجنة مبلغ 2500 دولار لشراء الكتاب.
وبين ان “هذه القوانين تركز على المواطن الكويتي في دولة الكويت ولا تستطيع ان تتعامل مع المثقفين العرب هكذا ولكن ندعم الكاتب العربي عن طريق النشر له في ما يصدر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون مثل كتاب عالم الفكر وعالم المعرفة”، مؤكدا ان “المعرض المقبل سيشهد تخفيضا يصل الى 75 بالمئة”.
غادة العاملي المدير العام لمؤسسة المدى في معرض اجابتها عن سؤال مدير الجلسة بأن مؤسسة المدى تقوم بعمل وزارة الثقافة العراقية، ذكرت انها “ستستمر بذلك حتى تقوم وزارة الثقافة بعملها”.
واضافت ان “المدى تواجه التحديات في نشاطها، في ظل غياب الدعم الحكومي سابقاً، مثلاً هذا المعرض حتى يحصل على رضا الناشرين والضيوف، نريد ونحاول اقامته سنوياً، لكن لا نحصل على موافقات، كثير من المعوقات والموانع والاسباب كانت تمنع اقامته، منها اسباب سياسية وثقافية وفكرية وامنية، وكنا نقيمه في كردستان لعدم توفر امكانية اقامته هنا في بغداد، المشكلة في العراق ان الوضع الثقافي يرتبط بالوضع السياسي”، مؤكدة أن المدى نجحت في إقامة المعرض بدورته الثانية بفضل دعم حكومة السيد مصطفى الكاظمي.
واضافت العاملي ان “هناك مؤسسات وجهات اخرى تقيم المعرض، ولكن فرقنا عنها بان تلك الجهات هدفها ربحي تجاري بينما المدى تعمل على العكس، فالمدى تعمل على طباعة الكتب والملاحق المختلفة التي توزع مجاناً مع الجريدة كذلك الكتاب المجاني وكثير من الندوات الاسبوعية التي تعمل عليها المؤسسة وان كل هذه الخدمات هي خدمات غير مدفوعة الثمن وتقدم بالمجان”.
وتابعت “في العراق قبل 2003 كانت هنالك تسهيلات معينة تقدم وتدعم الناشر والقارئ وكانت شركة التوزيع الوطنية أهم شركة تؤمن توزيع الكتاب وايصاله الى الخارج، بعد 2003 تم تسليم وزارة الثقافة الى وزير الدفاع، وهذا لعب دوراً في تحويل كل ميزانيات وزارة الثقافة الى الدفاع. ولغاية الآن الوزارة خاوية بعد أن غادرتها كل الكفاءات وأصبحت وزارة موظفين روتينيين”.