عبود فؤاد
ضمن منهاج معرض العراق الدولي للكتاب احتضنت قاعة الندوات في اليوم الثامن ندوة بعنوان “نظرة جديدة في مفهوم المسرح الجماهيري”، جمعت الندوة د. علاء كريم، والدكتورة ايمان الكبيسي، وأدارها د. كريم صبح.
عن المسرح الجماهيري تحدث د.علاء “المسرح الجماهيري يرتبط ارتباط مباشر بالتجربة الإنسانية والنخبوية، ولا تكمن الأهمية المسرحية في الجوانب الجمالية المعرفية فقط، بل بتحقيق التواصل مع الجمهور عبر التكاملية المشهدية بين المسرح والجمهور، فحتى في مسرح النخبة هناك حضور جماهيري، هناك خطأ لبس في التسمية وعلينا أن نُعيد هيكلة التعاريف”.
مؤكداً ان هذه التسمية مغلوطة “وليس هناك مسرح جماهيري ولا نخبوي، وفي الآونة الاخيرة نزح مصطلح المسرح الجماهيري الى المسرح التجاري، وبالتأكيد انها تسمية مغلوطة ايضاً، فحتى المسرح الجماهيري الحقيقي هو مسرح نخبوي، واغلب العروض المسرحية التي تقدم في هذهِ الفترة تنزاح الى التجريد، ويجب إعادة المسرح الجماهيري الحقيقي بعد تشذيبه من التهريج والاسفاف المشهدي”.
وأضاف ” تشذيب المسرح الجماهيري يحقق من خلال عرضها على لجان مختصة لتقوم العمل، ولابد من وجود منهجية خاصة للعرض المسرح والابتعاد عن الشعبوية والعمل وفق رؤى أكاديمية، هناك فرق بين المسرح الجماهيري والمسرح التهريجي الهابط، وهما بالتأكيد ليسا شيئاً واحداً، بينما هناك من يضع المسرح الجماهيري مقابل المسرح المُلتزم، وهو أمر ليس دقيقاً، فالمسرح الجماهيري يقابله مسرح النخبة أو النخبوي، أما مسرح الإسفاف فلا يقابله سوى المسرح الجماهيري. فالمسرح الجماهيري يلتزم بقضايا المجتمع، ويرفع من وعي المُتلقي ويظل خالداً ولا ينطفئ مثل عود الكبريت، لكن شكل وقالب المسرح الجماهيري، قد يكون الشكل الكوميدي أحياناً وهذا مهم ليتجرعه المُتلقي بسهولة” .
من جانبها، وضحت د. ايمان “ليس هناك مسرح بدون جمهور، كل المسارح هي جماهيرية، لكن المسرح الجماهيري هو المسرح القريب من المجتمع وتداعياته، والبساطة في تعاطي اللغة، والآن نحن في أمس الحاجة الى المسرح الجماهيري”.
وأشارت الى “ان التكنولوجيا ساهمت مساهمة واضحة في تسطيح وتسليع الذائقة، وليس من السهل أن نستقطب الذائقة الا من خلال المسرح الجماهيري الحقيقي وليس المسرح مسطح ذو الفكرة المسطحة ومسرح الإسفاف الذي اجتاح مسرحنا في فترات سابقة”.
وأكدت د. ايمان “لضرورة إعادة المسرح الجماهيري وأن نقّوم هذا المسرح، من خلال خلق وصنع مسرح حقيقي وايصاله للمشاهد من خلال التلفاز وغيره”.