0%

ندوة تبحث ملامح الأدب الكردي الشفاهي والمكتوب

زين يوسف
عدسة: محمود رؤوف
ضمن منهاج اليوم الخامس لمعرض العراق الدولي للكتاب، أقيمت ندوة بعنوان «قراءة أولية في الأدب الكردي الشفاهي والمدوّن»، تحدث فيها كلٌّ من أ. طارق كاريزي وأ. ميس الأمير.
تحدث كاريزي عن الفروق بين الشفاهي والمكتوب في الأدب الكردي، مبيناً أن «الأدب والثقافة الكردية مجهولة ولا يوجد أحد يعرّف بها، والمصادر قليلة جداً. وبرأيي، الأدب الكردي ينقسم إلى قسمين، وفي الحقيقة فإن أدب جميع الشعوب ينقسم إلى قسمين، لكن الأدب الكردي يحمل دلالات أبعد ويمتلك شمولية أكبر. فالأدب الشفاهي هو الأدب الموروث أو الشعبي أو المتداول على لسان الناس من دون معرفة صاحب النص الأدبي. وعندما ننظر إلى الأدب الشفاهي الكردي نجد طيفاً واسعاً من أصناف الأدب، منها (البيت) وهي عبارة سردية تروي قصة، إما غرامية أو بطولية».
ويضيف: «هناك أيضاً (البالورة) وهي حوار بين جنسين، فعندما يأتي مجموعة من الشباب إلى مجموعة من الشابات من منطقة أخرى نرى بين الطرفين عاشقين؛ أحد الشبان يتغنى بعشيقته قائلاً هذه البنت الفلانية وذو الزي الفلاني، وتتحدث هي بالمقابل بين زميلاتها عن الشاب وتتغزل به».
وأشار إلى «وجود عزلة بين الأدب الشفاهي والأدب المكتوب، فالأدب المكتوب أكثر تنوعاً. لدينا ما لا يقل عن 15 نوعاً من الأدب الشفاهي، بين القصة والملحمة والأسطورة، إضافة إلى النصوص المدونة مثل الأمثال والحِكم. وهناك مصادر كردية تروي، عبر خمسة آلاف صفحة، خمسين ألف مثل كردي، مع القصة التي نشأ بسببها المثل. وبرأيي، هذا تراث ثري جداً، لكننا للأسف لم نترجمه إلى اللغات الأخرى كي تطّلع عليه الشعوب الأخرى».
ولفت إلى أن «الشتاء البارد في كردستان يدفع الناس إلى تشغيل خيالهم، لذلك أنتجوا قصصاً خيالية عجيبة تتحدث عن العفاريت والأجواء الأسطورية».
وبيّن أن «تدوين الأدب الشفاهي في الأدب المكتوب نادر جداً وهو في طريقه إلى الزوال. فمنذ ظهور التكنولوجيا الحديثة اكتفى الإنسان عن الأدبيات السردية الشفاهية وبات لا يهتم. ففي السابق، عندما تتحدث مع الكردي، يروي لك بين كل جملة وأخرى مثلاً شعبياً أو حكمة أو قصة، لكن الأجيال الحديثة باتت تنسى هذا الأدب».

Scroll to Top