0%

نجلة عماد تتألق في معرض العراق للكتاب وتحكي رحلتها من ديالى إلى ذهبية باريس

بغداد / تبارك عبد المجيد
عدسة: محمود رؤوف
في أروقة معرض العراق الدولي للكتاب، حيث تمتزج الحكايات بالكتب وتبرز أسماء النساء الملهمات، ارتفع صوت البطلة البارالمبية نجلة عماد، ابنة محافظة ديالى ذات العشرين عاماً، وهي تستعيد رحلتها الرياضية التي نسجتها بالإصرار والإنجاز. وقدمت نجلة سرداً حيّاً لمسيرة تجاوزت بها التحديات حتى وصلت إلى منصات التتويج العالمية.
ورغم صغر سن نجلة، تمكنت من حجز مكان بارز على الساحة الدولية في كرة الطاولة البارالمبية، إذ حققت الميدالية الذهبية في بارالمبياد باريس، وتتصدّر اليوم التصنيف العالمي في لعبتها.
تقول نجلة إن دخولها عالم الرياضة كان بمحض الصدفة وهي في سن العاشرة، إذ لم تنشأ ضمن عائلة رياضية. وبرغم الصعوبات الأولى، استطاعت التأقلم سريعاً مع طبيعة التدريب والمنافسة، ووجدت دافعاً قوياً في مشاهدتها للرياضيين من ذوي الهمم، مما منحها طاقة وحافزاً للاستمرار.
وتتحدث نجلة بصراحة عن التحديات اليومية التي تواجهها داخل العراق، خصوصاً ما يتعلق بالبنية التحتية غير المهيأة لذوي الهمم، مثل نقص المنحدرات وصعوبة الوصول إلى المباني والمطاعم والمؤسسات التعليمية. وتصف هذه التجارب بأنها جزء من واقع يفرض تحديات إضافية على الرياضيين وذوي الهمم، لكنه في الوقت نفسه يزيد من إصرارهم على النجاح.
وتفضّل نجلة مصطلح «ذوي الهمم» بدلاً من «ذوي الاحتياجات الخاصة»، معتبرة أنه يعكس القوة والعزيمة التي يمتلكها هؤلاء الأشخاص. وتشير إلى أن فقدان أحد الأطراف ليس نهاية، بل بداية لطاقة جديدة، وترى أن هذا الوصف هو الأقرب إلى قلبها.
ووجّهت نجلة عماد رسالة مؤثرة لكل امرأة وشخص من ذوي الهمم يشعر بالعزلة أو يمر بحالة من الاكتئاب، داعية إلى عدم الاستسلام للخوف أو الوحدة. وقالت إن على كل امرأة أن تمنح نفسها فرصة للخروج إلى الحياة، والسعي لتطوير ذاتها مهما كانت الظروف.
وأكدت أن القوة الحقيقية تبدأ من الإيمان بالنفس، ثم اتخاذ خطوة صغيرة نحو التغيير، مشيرة إلى أن الدعم الأسري كان وما يزال الركيزة الأساسية في نجاحها. وأضافت أن العائلة تؤدي دوراً حاسماً في مساندة الفرد وتمكينه من تجاوز العقبات وتحقيق أحلامه.
وإلى جانب مسيرتها الرياضية، تواصل نجلة دراستها في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة – المرحلة الثانية، وتطمح إلى الاستمرار في تمثيل العراق عالمياً، وتحقيق المزيد من الإنجازات، والمساهمة في تحسين واقع ذوي الهمم داخل البلد.

Scroll to Top